قرر الطيارون الدخول اليوم في احتجاج والتوقف عن العمل ليلتحقوا بزملائهم التقنيين الذين توقفوا عن العمل أمس لمدة ساعة واحدة، بسبب التجاوزات التي صارت تحدث مؤخرا من قبل بعض المديرين المركزيين في شركة الخطوط الجوية الجزائرية وتدخلهم المباشر في صلاحيات وعمل الطيارين وقائدي الطائرات، وكان آخرها تأخر طائرة متوجهة نحو مرسيليا بساعتين عن موعد إقلاعها من مطار هواري بومدين الدولي يأتي قرار الطيارين المنخرطين في التنظيمات النقابية النشطة بالخطوط الجوية الجزائرية، منها النقابة المستقلة للطيارين ونقابة الطيارين التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، بالتوقف عن العمل والاحتجاج اليوم بدءا من الساعة الثامنة صباحا على مستوى كافة المطارات الموجودة عبر التراب الوطني، وشل حركة الملاحة الجوية والطائرات التي من شأنها إلغاء الكثير من الرحلات كانت عبر الخطوط الداخلية أو الخارجية، على حد سواء من أجل التدخل العاجل للإدارة العامة للجوية الجزائرية لوضع حد لممارسات وتدخلات بعض المديرين والمسؤولين في عمل الطيارين وقائدي الطائرات. وأرجعت مصادر تحدثت ل “الفجر” سبب هذه الحركة الاحتجاجية إلى التدخل المباشر لبعض المديرين المركزيين العاملين في الخطوط الجوية الجزائرية، ومنها الحادثة التي وقعت صباح أول أمس أين تعذر على قائد طائرة كان متوجها إلى فرنسا عبر رحلة “ الجزائر- مرسيليا” في حدود الحادية عشرة صباحا، بسبب أمر صادر عن مديرية النقل الجوي بالجوية الجزائرية الانتظار والتريث لمدة 10 دقائق حتى يلتحق المسافرون والركاب المتخلفون عن موعد إقلاع الطائرة، وهذا بالرغم من أن برج المراقبة والملاحة الجوية الأوروبية قد أصدر أمرا بإقلاع الطائرة، حسب التوقيت والزمن المحدد وفق البرنامج، لكن مسؤولي مديرية النقل الجوي وبسبب تدخلهم في صلاحيات قائد الطائرة أصدر برج المراقبة والملاحة الجوية أمر يقضي بإقلاع الطائرة بعد مرور ساعتين. وأضافت المصادر نفسها أن هذا جعل قائد الطائرة الذي يشغل منصب عضو في المديرية المركزية للعمليات يتصل بالمسؤولين ومنهم العاملين بمديرية النقل للسماح للطائرة بالإقلاع خاصة وأن المدة التي حددها برج المراقبة الأوروبي لإعادة إقلاع الطائرة هو ساعتين، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض من قبل ذات المديرية، وطالبوا من قائد الطائرة المكوث داخل الطائرة برفقة المسافرين الذين كانوا على متنها (طائرة أيرباص 250 مسافر)، وهو ما لم يرق لقائدة الطائرة الذي لم يتقبل التدخل في صلاحياته ورفض أن يقود الطائرة قبل أن يغادرها. واعتبرت ذات المصادر أن مثل هذه المشاكل صارت تشكل ضغطا كبيرا على الطيارين وتمثل تدخلا مباشرا في عملهم بالأمر والنهي، وهذا منذ وقت سابق وكانوا دوما يعملون على تحاشي مثل هذه التصرفات والأفعال حتى لا تتأثر الرحلات الجوية، ولا يطالها التأخير مما يؤثر سلبا على المسافرين وهذا دائما للمحافظة على سمعة الشركة محليا ودوليا. والجدير بالذكر أن العاملين بالمديرية التقنية بشركة الخطوط الجوية الجزائرية نفذوا حركة احتجاجية أمس لمدة ساعة واحدة لأسباب تبقى مجهولة.