قرّر طيارو شركة الخطوط الجوية الجزائرية، أمس، الشروع في حركة احتجاجية ليومين، بداية من اليوم، مع عقد جمعية عامة بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة للفصل في طبيعة الاحتجاج، عقب نشوب أزمة خلاف حاد بين قائد طائرة مارسيليا، مراد عمراوي، رئيس قطاع إيرباص أ330 بالشركة، ومدير النقل بالجوية الجزائرية، ودعت للاحتجاج النقابتان المستقلة وكذا التابعة للمركزية النقابية. قال مجموعة من الطيارين الذين تحدثت إليهم الشروق، أمس، أن الخلاف الحاصل بين مدير النقل ورئيس قطاع ايرباص أ 330، هو القطرة التي أفاضت الكأس، لتأزم المناخ الاجتماعي بالشركة، معتبرين أن عدم الفصل في صلاحيات كل طرف يعيق بكثير السير الحسن للنظام في سير الرحلات الجوية، موضحين أن قائد الطائرة يخضع في المسؤولية المباشرة لمدير العمليات الجوية وليس لمدير النقل، على حد قولهم، وحسب بعض المسافرين فإنه لا يمكن أن يقوم عون واحد فقط بمعاينة صعود المسافرين. وعن أطوار الخلاف، يقول، محمد بخاري، الأمين العام للنقابة الوطنية للطيارين المنضوية تحت لواء المركزية النقابية، في تصريح لالشروق، أن برج المراقبة الأوروبي أخطر قائد طائرة مرسيليا، مراد عمراوي، بوجود نافذة جوية للتحليق في مجال زمني محدد بين الساعة الحادي عشر و45 دقيقة والساعة الثانية عشر، أي ربع ساعة، وهو التنظيم المعمول به في سير الرحلات عبر العالم. وعقب تعطل الرحلة عن وقتها المعهود تزامنا مع الخلل في برمجة الرحلات بسبب غيمة رماد بركان ايسلندا، طلب قائد الطائرة، التي سعتها 250 مسافر، بنزول الركاب وأنه لا يمكن بقاء المسافرين ساعتين من الزمن لضمان قضاء الحاجيات البيولوجية وتفادي مضاعفات صحية للمصابين بالأمراض المزمنة، علما أنه ممنوع استعمال المراحيض خلال توقف الطائرة بأرضية المطار، وذات الطلب رفض من قبل مدير النقل، المعين منذ سنة، الذي أصر على بقاء الركاب على متن الطائرة، وحصلت مزايدات كلامية وتلاسن بين مدير النقل وقائد الطائرة الذي هم بالنزول وطلب من الأول أن يقود الطائرة بدله، قبل أن يتم جلب طيار آخر للقيام بالرحلة. وهنا أوضح نقيب الطيارين أنه عند غلق أبواب الطائرة يكون القائد هو الوحيد الذي لديه صلاحيات القرار بالتنسيق مع مدير العمليات الجوية، مؤكدا أن ذات الوضع يعقد تسيير الرحلات. وفي رد من المسؤول الأول عن شركة الطيران الحكومية حول ذات الخلاف الذي أثار حفيظة جميع الطيارين الذين أخطروا زملاءهم بالجمعية العامة صبيحة اليوم، عبر الرسائل النصية، أكد، وحيد بوعبد الله، الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية في تصريح ل الشروق أن قائد الطائرة قام بالنزول لوحده ولم تكن عليه أية ضغوطات، مضيفا: "الوضع الحالي بسبب أزمة النقل الجوي العالمية لا تحتاج إلى مشاكل إضافية"، وقال بوعبد الله: "وفي حالة عدم إشعار بالاحتجاج سنضطر للجوء إلى العدالة"