يعقد اليوم طيارو الجوية الجزائرية جمعية عامة في ظروف استثنائية لمناقشة آخر التطورات وظروف العمل، بعد تغييرات أحدثت مؤخرا على بعض المديريات المركزية، أثرت سلبا على الطيارين ونشاطهم وتسببت في ضغط كبير عليهم ما جعلهم يفكرون في الاحتجاج تعبيرا عن رفضهم المطلق لهذا الأسلوب. يعيش هذه الأيام طيارو الجوية الجزائرية حالة غليان واحتقان كبيرين، بسبب استمرار الضغوطات الممارسة عليهم من قبل مسؤولي بعض مديريات الشركة، مما حال دون استقرار ممارسة نشاطهم بصفة عادية. ودق الطيارون ناقوس الخطر وحذروا من مغبة أن يتحول الضغط الممارس عليهم من قبل مسؤولي المديريات المركزية المعينين مؤخرا لتسييرها، إلى أخطاء يتحمل نتائجها قائدو الطائرات والطيارون ومساعدوهم، لا سيما وأن أي شكل من أشكال الضغط الممارس ضد الطيار، لا تسمح به منظومة قوانين الطيران المدني الدولية، والتي تمنع ذلك مخافة تأثير الضغط مهما كانت درجته على سلامة وأمن الطائرة والرحلة الجوية معا، خاصة وأن الأمر يتعلق بمئات الأرواح البشرية التي تكون على متنها. واعتبرت مصادر مطلعة ل”الفجر” أن الوضع صار هذه الأيام لا يطاق، بسبب تصرفات بعض مسؤولي المديريات المركزية، والذين تم تعيينهم مؤخرا في إطار مخطط جديد شرعت الجوية الجزائرية في اعتماده، ما جعل الطيارين يحتجون على بعض الممارسات الصادرة عن هؤلاء، وعليه تقرر أن تعقد زوال اليوم وفي حدود الساعة الثانية في فندق “الهيلتون” بالعاصمة، جمعية عامة للطيارين لمناقشة آخر التطورات، والأوضاع التي سئم منها الطيارون بسبب غلق أبواب الحوار من طرف الإدارة الوصية التي وبالرغم من آخر مراسلة وجهتها نقابتا الطيارين المستقلة، وتلك التابعة للمركزية النقابية، عقب الحركة الاحتجاجية التي كان مزمعا الدخول فيها تنديدا بتدخل أحد المديرين المركزيين في صلاحيات قائد طائرة، وهو الموقف الذي حاولت بعض الأطراف أن تستغله حينها، حسب نفس المصادر، لضرب استقرار الشركة متهمة الطيارين بأنهم السبب الرئيسي في القضية. وأضافت المصادر نفسها أنه في هذه الأثناء ينعقد في مدينة “بروكسل” اجتماع اللجنة الأوروبية للطيران المدني والجزائر ممثلة فيه بالمدير العام للجوية الجزائرية، ومدير الطيران المدني بوزارة النقل، وهذا بسبب الأعطاب التقنية المتكررة التي صارت تصيب من حين لآخر الطائرات الجزائرية بالمطارات الأوروبية وتكرارها كل مرة، وهو ما يطرح فرضية واحتمال أن توجه انتقادات إلى الجزائر بسبب هذه الأخطاء والمخاوف الناجمة عنها، والتي ما فتئت اللجنة الأوروبية للطيران المدني تحذر شركات الطيران الدولية والملاحة الجوية في كل مرة منها، وتطالبهم بأخذها بعين الاعتبار وبحيطة وحذر، لاسيما وأن منظمة الطيران المدني الأوروبية وضعت العديد من شركات الطيران في القائمة السوداء والممنوعة من استعمال المطارات الأوروبية. وعن إمكانية العودة إلى الحركة الاحتجاجية، أكدت ذات المصادر أنها واردة والقرار بيد الجمعية العامة وهي من سيفصل فيها.