طالب طيارو الخطوط الجوية الجزائرية المدير العام للشركة، وحيد بوعبد الله، بعقد اجتماع عاجل لبحث ومناقشة آخر التطورات عقب التجاوزات المسجلة من طرف بعض المدراء في عمل الطيارين وقائدي الطائرات، وهذا موازاة مع اللقاء الذي جمع ممثلي النقابة المستقلة للطيارين “سبلا” والنقابة التابعة الاتحاد العام للعمال الجزائريين مع المدير المركزي للعمليات الجوية، أول أمس خلص إلى توجيه مراسلة لمختلف المديريات والمصالح تتضمن مهام وصلاحيات قائدي الطائرات وفق ما يقتضيه قانون الطيران المدني الجزائري. أفادت مصادر نقابية من شركة الخطوط الجوية الجزائرية أمس ل “الفجر” أن الاحتجاج الذي دعا إليه الطيارون زوال الأربعاء المنصرم لينظم خلال اليوم الموالي، أي الخميس، تم إلغاؤه من قبل الطيارين أنفسهم في ذات الليلة، بعد أن وصلتهم معلومات مفادها أن أطرافا وجهات في الشركة تريد انتهاز الفرصة لتحقيق أغراض شخصية بحتة على حساب الشركة، وتوجه أصابع الاتهام للطيارين أنهم هم السبب فيما يحدث داخل الشركة، وأن الحركة الاحتجاجية كان يحضر لها من قبل، واضعين في حسبانهم أنهم (أي الطيارين) اختاروا الظرف المناسب لذلك، ويقصدون من وراء تحركهم العمل على تذبذب حركة الملاحة الجوية الدولية بعد ثوران بركان إيسلندا للتأثير على نشاط الشركة. ونفت ذات المصادر ل “الفجر” أن يكون هدف الطيارين إثارة البلبلة وجو اللااستقرار، حسب ما تطمح وتصبو إليه تلك الأطراف والجهات التي تريد الاصطياد في المياه العكرة وإلقاء اللوم على الطيارين بعد ذلك، لكن تفطن الطيارين حال دون ذلك لاسيما وأنهم تحدوا العراقيل والحصار الذي فرض سنوات التسعينيات أيام اشتداد الأزمة الأمنية على الجزائر، لما أدارت لها ظهرها معظم الدول الأوروبية، وأثبتوا أن الجزائر لاتزال بخير وأن ذلك لا يؤثر عليها وواصلوا العمل في تلك الظروف دون عناء أو ملل، بالرغم من الضغوط التي كانت تمارس عليهم، مؤكدة أن الطيارين سيفعلون المستحيل لحماية الخطوط الجوية الجزائرية، ولن يثني من عزمهم أحد في المحافظة عليها لتبقى تنافس أكبر شركات الملاحة الجوية الدولية. وللحد من التجاوزات التي صارت تسجل يوميا من قبل بعض المدراء والمسؤولين العاملين بالشركة في حق الطيارين وقائدي الطائرات، ومن أجل وضع حد لذلك، عقد ممثلو نقابتي الطيارين “النقابة المستقلة للطيارين والنقابة التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين” اجتماعا طارئا مع المدير المركزي للعمليات الجوية، أين تم عرض المشكل ومناقشته مع ذات المسؤول، وتم الاتفاق على إلزامية توجيه مراسلة إلى كل المصالح والمديريات التابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية على المستوى الوطني تتضمن مهام وصلاحيات قائدي الطائرات، وفق ما ينص عليه قانون الطيران المدني الجزائري وهذا في خطوة أولى لوقف التصرفات اللامسؤولة من بعض المدراء، في انتظار عقد لقاء واجتماع مع المسؤول الأول على رأس الجوية الجزائرية، لمناقشة وبحث آخر التطورات واتخاذ تدابير وإجراءات صارمة للفصل في هذا القضية، وهو المطلب الذي تمسك به الطيارون ودعوا المدير المركزي للعمليات الجوية أن يبلغه للمدير العام، وحيد بوعبد الله.