حاربتمونا في القرن 19 وكنا مسلمين. واليوم تدعون حبنا بسبب الاسلام. ألم نكن مسلمين يوم حاربتم أجدادنا وحشدتكم بريطانيا تحت ضلعها. إذا كان الاسلام هو الذي يدفعكم إلينا.. أليست فلسطين مسلمة وأفغانستان مسلمة والعراق مسلمة، ولكن لم تفعلوا أي شيء من أجلهم. ألستم أنتم الذين تآمرتم مع بريطانيا ضدنا. ألستم أنتم الذي انتهزتم فرصة مرض الإمبراطورية العثمانية ووصفتم العثمانيين بأهل الإستبداد حتى في كتب التاريخ عندكم، واليو م تريدوننا أن ننسى كل شيء. نحن نقولها لكم وأتمنى أن تفهموها يا عرب، وهذا لصالحكم إذا فهمتموها. نحن مسلمون لكن إسلامنا نهضوي، أما الإسلام الذي أصبح يعم معظم الدول العربية فإسلام في معظمه طائفي يرسخ للتعصب الديني والإقتتال. ما نريده نحن في الإسلام هو التوعية والتنوير وليس اضطهاد الآخر وتدميره، كما تفعل معظم الدول العربية، وبهذا شوهت الإسلام. أنتم تحلمون وأطلتم الأحلام. تركيا ليست لكم. نحن نحلم بأوروبا وأنتم تحلمون ببلدنا.. وهذه هي المتناقضات. لو قرأتم مقال كاتبتكم هذه ستفهمون الكثير من الأشياء، وسوف تنقصون من شدة ميلكم الأعمى لنا لأن قلبنا مع أوروبا. نحن نريد أن ندخل أوروبا بشروطنا وليس أنتم من تملوا علينا الشروط اللازمة. أتعرفون لماذا؟ لأنكم يا عرب منذ زمن لم تستطيعوا أن تشرطوا على غيركم بل غيركم هو الذي يشرط عليكم، وهذا بسبب ضعفكم. ولي ملاحظة.. أنا لاحظت من بعض القراء، وليس فقط في جريدتكم بل في الكثير من الصحف الإلكترونية، يسبون أتاتورك.. هذه هي مشكلة الكثير منكم يعتقد أنه إذا كان مسلما فله الحق أن يسب غيره إذا لم يكن مسلما. نحن في تركيا كمسلمين لا ننظر بهذه النظرة إلى أتاتورك بل نحتقر من يسبه. أتعرفون لماذا؟ لأن أتاتورك هو الذي جعل بلدنا يتقدم على جميع الميادين. فلولا أتاتورك لأصبحت جداتنا وأمهاتنا جواري لدى العرب. هكذا نعتقد نحن في تركيا وهكذا تعلمنا نحن المسلمون أن نقدر دور أتاتورك. أترون.. ابتسمنا لكم فسمحتم لأنفسكم أن تسب من نعتبره نحن الأتراك أبانا جميعا، وماذا لو ضحكنا لكم فسوف تسعون لنتقاتل نحن المسلمين مع العلمانيين. تحياتنا لهذه الكاتبة، وأنا استغربت من اسمها حقا أعتقد بأن لها علاقة بالأتراك من قريب أو من بعيد، أو ربما هي أيضا سميت بهذا الإسم لأنها تأثرت بثقافة تركيا. المهم هذا المقال قرص مهدئ لكم، وأنا كمختص في هذه الشؤون سأقول لكم بأنه بعد خمس سنوات أو عشر سنوات ستعودون لهذا المقال، وتقولون إن كاتبته على حق كما قلتم عن كتاب حرب الستة أيام بعدما فات الحال عليكم. ولكن لي ملاحظة أيضا للكاتبة، أعتقد أن وصف تركيا بالمنافقة.. هذا مصطلح ديني كان من المفروض ألا تستعمليه وأن تستعملي لفظا سياسيا أفضل. لأن بلدنا ليس منافقا بل يسعى لمصالحه. يعني بالنسبة لك يا جيجيكة من لا يهتم بمصالحه هو المؤمن الحقيقي أما من يسعى لمصالحه هو المنافق ؟!. تحياتي للجميع، و تحياتي لمن يتكفل بنشر تعليقاتكم لأني البارحة أرسلت تعليقا لكنه لم ينشر، ولست أدري هل السبب تقني أم شيء آخر أجهله..