يعيش شباب بلدية الحصيبة، الواقعة بحوالي 60 كلم جنوب ولاية سيدي بلعباس، حالة من العزلة والبطالة نظرا للركود الكلي الذي تشهده الحركة التنموية بالمنطقة، حيث يعاني شباب البلدية والقرى التابعة لها من التهميش والفراغ الذي أثر وبشكل سلبي على حياتهم اليومية التي غلب عليها الطابع الروتيني. وحسب الإحصائيات المستقاة، فإن نسبة البطالة بالبلدية بلغت 70 بالمئة، الأمر الذي دفع بهم للمطالبة بإحداث ديناميكية حقيقية في شتى المجالات خاصة تلك المتعلقة بالعمل والمجال التنموي. وفي هذا الصدد، طالب عديد الشباب من فئة خريجي الجامعات القاطنين بذات البلدية بفتح مناصب عمل لهم بمقر البلدية وبمرافق أخرى جوارية، حيث جاء في بيان لهم تسلّمت الجريدة نسخة منه أن هذه المرافق تحتوي مناصب شاغرة لسنوات في حين يقوم بتسييرها أشخاص لا علاقة لهم بالمجال كما هو الحال لمنصب الأمين العام للبلدية الذي لا يزال شاغرا منذ سنة 1997 والذي يشغله المكلف بالأمانة العامة الذي يعيب عليه هؤلاء طريقة تسييره. ويضيف البيان أن عمليات التوظيف التي يشرف عليها الوظيف العمومي تلقى عرقلة في جميع المسابقات التي تجرى لتعيين المترشحين من حاملي الشهادات الجامعية، على غرار منصب مهندس دولة في الإعلام الآلي. محاسب إداري، وعون تقني، هذه الأخيرة التي لا تزال شاغرة إلى حد الساعة. من جهة أخرى، يطالب الشباب البطال من فئة دون المستوى بتوفير مناصب خاصة بعقود الإدماج المهني، التي وعلى الرغم من استفادة البعض منها إلا أنها غير كافية لجل شباب البلدية من هذه الفئة. ويذكر أن المنطقة الجنوبية لولاية سيدي بلعباس تشهد معدلات مرتفعة للبطالة نظرا لعدة عوامل، أهمها الطابع الرعوي للمنطقة الذي يحصر كافة النشاطات الفلاحية في الرعي، ناهيك عن النقص المسجل في الحركة التجارية. وما زاد من تفاقم الوضع بالمنطقة، قرارات الغلق التي مست عديد المؤسسات والشركات التي كانت تضم أعدادا هائلة من العمال على غرار الوحدات التابعة للمؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية بكل من بلديات تلاغ والتي كانت تختص في تركيب أجهزة التلفاز ووحدة رأس الماء المختصة في صناعة الهوائيات، فضلا عن مؤسسة صناعة الخشب والفلين بتلاغ.