يعيشونها بسبب إهمال البلدية لانشغالاتهم، حسب ما أكدوه ل "النهار" نظرا للإقصاء والتهميش الذي تتعرض له المناطق الريفية الجنوبية على عدة مستويات، جعلتهم يناشدون السلطات الولائية، علهم يجدون ضالتهم المفقودة، التي تتعلق بعدة مطالب هم بحاجة إليها، بحكم الموقع الريفي لبلدية الحوامد وموقعها الفلاحي الصعب، الذي جعلها تقتني تذكرة البلديات الفقيرة. حيث صرح لنا بعض شباب المنطقة، خاصة الجامعيين منهم، بأنهم يعيشون معاناة يومية نتيجة أزمة البطالة الخانقة، التي تقدر بحوالي 70 ٪ ، التي نخرت أجسادنا، و لا مفر منها بسبب نقص المشاريع التنموية منذ عدة سنوات، وعدم توفرها على مصانع، شركات، مؤسسات إقتصادية، منطقة صناعية، ففرص العمل قليلة جدا، والعزلة جعلت الاستثمار مصطلحا غائبا عن أجندة المسؤولين، والتفكير فيه ضرب من الخيال، الأمر الذي جعل الحركة المهنية بهذه البلدية تنحصر في النشاط الزراعي من فلاحة وتربية المواشي، ونسبة قليلة من السكان إمتهنت بعض الحرف حسب الإحتياجات المحلية، إلى جانب نشاط تجاري عبر مجموعة من الدكاكين التي توفر التموين الأساسي لهم، كما أن إفتقار البلدية لمعظم الهياكل الإدارية، أفضى إلى محدودية رهيبة في التشغيل بالقطاع العمومي، وعلى اعتبار أنها تقع في منطقة ذات طابع فلاحي، لجأ السكان إلى الاعتماد على ما تجود به الأرض عليهم، لم يغير من حالهم. وبالنسبة للخريطة المدرسية يوجد بالبلدية 6 مدارس إبتدائية وإكمالية واحدة، أما الثانوية فلا وجود لها، وطالبوا الجهات الوصية ببرمجة مشروع ثانوية في القريب العاجل، كل هذه العوامل وغيرها ساهمت في تقليص التشغيل بالبلدية التي توفر مناصب العمل الضرورية التي تستوعب اليد العاملة الكاسدة، وهو ماساهم في إنتشار جذور البطالة، خاصة وسط الشباب الذين لم يجدوا ملجأ آخرا سوى الهجرة نحو البلديات المجاورة لكسب قوت يومهم، ومازاد الطين بلة حسب تعبير سكان بلدية الحوامد ل "النهار"، هو نقص المرافق الشبانية والرياضية والترفيهية حيث أن هذا النقص أضحى يؤثر عليهم ويجعل حياتهم عرضة للمخاطر والآفات الاجتماعية، أما الحديث عن التغطية الصحية بالبلدية على العموم فهي مريضة وتحتاج إلى علاج، يوجد عاملان وطبيب واحد في المركز الصحي، فالخدمات التي يوفرها أصبحت تقتصر على الاسعافات الأولية؛ كوضع الحقن والعلاجات البسيطة، مما جعل المواطنون ينتقلون إلى المستشفيات الموجودة بالبلديات المجاورة لهم، على مسافة 30 كلم و60 كلم، خاصة ببلدية بوسعادة وبن سرور أو عاصمة الولاية، وهي فاتورة إضافية هم في غنى عنها، وتزداد المخاطر عند النساء الحوامل، خاصة أوقات الليل في ظل نقص وسائل النقل ووجود سيارة إسعاف واحدة.