تقع بلدية «ذراع القايد» على بعد 86 كلم عن عاصمة ولاية بجاية وهي البلدية الحدودية بين ولايتي بجايةوسطيف، هذا البعد شكل لها نوعا من العزلة والتهميش، مما جعلها تعاني التخلف والركود التنموي، ويعيش فيه أزيد من 500 ألف نسمة، كما تقدر المساحة الإجمالية الفلاحية 6675 هكتارا، وبها شبكة الطرقات تمتد على طول 80.2 كلم، حيث إن المعطيات الطبيعية وموقعها الاستراتيجي الذي يربط الهضاب بالمنطقة الساحلية الشرقية لم يغير من واقعها الذي يبدو أنه لا يشجع على الإطلاق، بسبب عدم الاهتمام بهذه المنطقة التي تعتبر من المناطق الهامة على مستوى الجهة الشرقية، السكان من جهتهم يعانون من عدة مشاكل في عدة ميادين تعكر صفو حياتهم، منها السكن ، التهيئة العمرانية وتبقى الاعتمادات المالية التي تموّن مختلف البرامج التنموية المحلية والقطاعية، لا تستجيب بصورة تامة مقتضيات المنطقة، كما أن نسبة البطالة التي بدأت تسجل ارتفاعا مذهلا حيث وصلت إلى 45 بالمائة، وهو ما جعل أغلبية الشباب يميلون للنزوح الريفي للبحث عن مناصب عمل محتملة في البلديات المجاورة والأغلبية يفضلون إما عاصمة الولاية أو يتجهون إلى ولاية سطيف الأقرب إليهم، أما الباقي الذين ليس لهم خيار آخر فيفضلون التسكع في الطرقات، والبعض منهم يمارسون النشاط الفلاحي إلى جانب أوليائهم لعلهم يكسبون من وراء ذلك لقمة عيش، وقضاء أوقات الفراغ، أما في مجال السكن الريفي، فإن الوضع قد تحسن كثيرا بالنسبة للبعض إلا أن البعض الآخر يترقب استفادته من هذه الفرصة السانحة التي توفرها الدولة للفلاحين قصد الاستقرار في بلدياتهم وقراهم، بطبيعة الحال الحديث هنا يجري حول الفلاحين الذين يقطنون في القرى التابعة لبلدية «ذراع القايد»، والاهتمام بالنشاط الفلاحي متزايد في الآونة الأخيرة، حيث أن الإرادة تحذوا الجميع لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وخلق ثورة حقيقية في ميدان الفلاحة، وتتطلع البلدية في الوقت الراهن إلى حل جميع المشاكل المطروحة، وأخذ بقوة كل معاناة السكان قصد تخفيفها من جهة ومن جهة أخرى لدفع عجلة التنمية المحلية، بهدف الجمع بين الاستقرار والآمن، التي طالما مواطنو هذه البلدية يناشدونها ويأملون أن يسود الرخاء والرفاهية، وتخفيف نسبة البطالة التي تبقى الهاجس الأكبر للسكان وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بمزيد من المشاريع التي توفر لهم الهياكل القاعدية والمرافق الشبانية، التي تعتبر المرجع الأساسي للنهوض بالتنمية.