قدر مدير وحدة “فرسيد” المتهم “ب .جمال”، أمس، ما استولى عليه رجل الأعمال والنائب السابق بالمجلس الولائي لعنابة، حسان فلاح، من مركب “أرسيلور ميتال” ب 1 مليون دولار، علاوة على تقاضيه مبالغ النفايات الحديدية التي زود بها المركب والمقدرة ب 6 ملايير سنتيم، علما أن العملية شابها الكثير من الغموض بفعل عدم تسجيل دخول وخروج الشاحنات المحملة بالنفايات الحديدية من وإلى المركب والورشات على سجلات مراكز المراقبة. كانت هذه أولى إجابات مدير وحدة “فرسيد” عن أسئلة قاضي محكمة جنايات عنابة أمس أثناء عملية محاكمته رفقة رجل الأعمال حسان فلاح، ومتهمين آخرين ربطتهما معاملات تجارية معه، والمتابع بتهم التهرب الضريبي والتزوير واستعمال المزور في محررات تجارية، والذي نفى كل التهم الموجهة له جملة وتفصيلا، وقال إنه لا يتحمل مسؤولية سوء التسيير في مصالح الضرائب ببن مهيدي بالطارف، مؤكدا أن جميع تعاملاته قانونية لأنه كان يقوم بسداد ماعليه من الضرائب شهريا وسنويا دون أي تأخير، وفي هذا السياق وجه له القاضي سؤالا يخص مبالغ رسم القيمة المضافة التي كان يتقاضاها وفق فواتير مزورة لأشخاص متوفين، ما سمح له بجني الملايير من الأموال التي قال عنها القاضي إنها من أموال الخزينة العمومية. من جانب آخر، استفسر هذا الأخير عن فحوى عمل حسان فلاح مع أشخاص مصنفين ضمن قائمة الغشاشين من قبل مصالح الضرائب والمالية، فمنهم من مارس نشاطه دون أي تصريح، كما وجد من ضحايا حسان فلاح من مارس هذا الأخير لأنشطته التجارية وفق سجلاتهم التجارية وبطاقاتهم الجبائية، وفي هذا الإطار فقد لاقى المدعو رمضاني عبد الكريم حتفه مباشرة بعد إبلاغه الاستدعاء من طرف ضرائب ولاية الطارف لتسديد مبالغ قدرت بالملايير عن أنشطته التجارية، وهو الذي استدان ثمن التذكرة للتنقل إلى عين المكان، ومثل هذا الشخص وجد آخرون تم تزويد المتهم بأوراقهم الرسمية التجارية كي يجني بواسطتها مبالغ مالية خيالية، وفي هذا الإطار عجز عن الإجابة عن سؤال القاضي حول وجود الأنشطة التجارية فعليا، علما أن المتهم الثالث “ب.عبد الحفيظ” كان يتقاضى أموالا صنعت منه رجلا ثريا بعنابة بعد بيعه لهذه الوثائق لحسان فلاح، الذي لقي ما يريد مقابل دفعه لأموال معتبرة سواء لمدير “فرسيد” أو لشركائه الاثنين الآخرين . وتجدر الإشارة إلى أن اختلاس النفايات الحديدية بمركب “أرسيلور ميتال” قد تم الكشف عنها بعد رفض مدير مفولدة الأكسجين رقم 2 تقاضي رشوة لغض الطرف عن كمية النفايات التي لم تدخل أصلا هده المفولدة، وفي هذا الإطار وجه القاضي اتهاما مباشرا للنقابة القديمة للمركب بتسهيل عمليات الاختلاس لحسان فلاح، الذي وإلى ساعة متأخرة من يوم أمس اكتفى بترديد أن كل معاملاته قانونية، وانه لا يتحمل أخطاء الآخرين، التي من المنتظر أن يكشف الشهود الذين غاب عنهم المدير العام السابق للحجار، فانسون لوغويك، عن الكثير من الحقائق التي حدثت بمركب الحديد والصلب ومصالح الضرائب لولاية الطارف.