عرضت، مؤخرا، بالمسرح الجهوي لباتنة، مسرحية “الأرض الأم” لفرقة الأمل للمسرح الجامعي الناشطة بالإقامة الجامعية مصطفى بن بولعيد، وضمت القطعة المسرحية في سابقة فريدة مجموعة من الطاقات المبدعة على اختلاف جنسياتها العربية، استطاعت رسم صورة لهاجس عربي مشترك هو الهجرة إلى الضفة الأخرى هروبا أو محاولة لجلب الحلم من مكان ما نحو الأرض الأم، حيث تمحورت أحداث المسرحية التي أخرجها اليمني عزيز عايض حول ما تعانيه أسرة بعد فقدانها لعائلها الوحيد، وهو الأب، فتجد الأم نفسها مجبرة على خوض غمار الأبوة والأمومة في آن واحد حفاظا على استمرار الأسرة وإكمالا لمسيرة تنتهي بوضع الأبناء على السكة المثلى للحياة.. غير أن صعوبة المهمة تبدو جلية على الأم لتلامس في حزن وجدان الأبناء الذين يفكرون في سبيل تخفيف العبء عن أمهم لتتراءى لهم فكرة الهجرة إلى ما وراء البحار. وقد أدى أدوار المسرحية كل من الطالب الفلسطيني طارق عوض والطالبين السوريين ريبر حصوفي وعبد الرحمن العيسى، فيما تولى كل من محمد الجمش وخير الدين محمودي السينوغرافيا والموسيقى بمشاركة التقنيين بهاء أبو لحية و فادي طهماز. وتطمح هذه الفرقة لتقديم أعمال مماثلة تعالج الهم العربي الراهن وتحاول توحيد رؤية المستقبل العربي انطلاقا من وحدة ماضيه وإفرازاته.