لا تزال المنظمات الصحية عبر مختلف دول العالم تدق ناقوس الخطر بعد الارتفاع الكبير في عدد المرضى المصابين بداء الربو وأمراض الحساسية بمختلف أنواعها، خاصة بدول العالم الثالث بعدما فاقت الأرقام كل التوقعات بلغت في الجزائر 2 مليون إصابة بالحساسية نتيجة التهابات في القصبات الهوائية التي أصبحت تحدث تشنجات حادة كثيرا مصلحة الأمراض الصدرية تستقبل يوميا أزيد من 120 حالة متأزمة للربو والحساسية ما تؤدي بصاحبها إلى حدوث أزمات خانقة تستدعي تحول صاحبها إلى المستشفى، لذا ارتأينا إنجاز هذا الملف لمعرفة أهم أسبابها وكيفية الوقاية منها. وصلت نسبة الإصابة بمرض الحساسية بالمركز الاستشفائي 15 إلى 20 بالمئة، في ظل نقص التكفل الطبي، الذي زاد من حدة المرض الذي لم يقتصر على الكبار فقط، بل تجاوز ذلك الرقم إلى الأطفال في الوقت الذي تسجل فيه الفرق الطبية المدرسية أكثر من 800 حالة في صفوف تلاميذ المؤسسات التعليمية للطور الأول بلغت أكبر نسبة بالمؤسسات الواقعة بالمناطق النائية وذلك لكثرة الغبار بها نتيجة تدهور وضعية الطرقات، كما هو حال مدارس بلدية سيدي الشحمي وحاسي بونيف والعنصر والسانيا ومسرغين وطفراوي وبلدية مرسى الحجاج وغيرها والتي تسجل مراكز الصحة الجوارية بها أكثر من 60 حالة كشف صحي للمصابين بالحساسية و40 حالة بالربو. وفي هذا الشأن، أكد من جهته الدكتور وردي من مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى وهران الجامعي أن المنشآت الصناعية زادت من عدد المصابين، هذا فضلا عن التلوث البيئي وتصاعد الدخان الكثيف من بعض المركبات القديمة خاصة الحافلات التي لا زالت تعمل في خطوط النقل الحضري وغيرها من الأسباب والعوامل التي أدت إلى ارتفاع عدد المصابين بالحساسية. وأوضح في ذات السياق البروفيسور زيان، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي للولاية، أن الأرقام والنسب الخاصة بالمصابين بأمراض الحساسية فاقت كل التوقعات، اليوم، بعدما بات يسجل من 15 إلى 20 بالمئة حالة في وسط السكان تعاني من الحساسية و80 ألف إصابة بالربو بمعدل 5 إلى 6 بالمئة بوهران ومن 3 إلى 4 بالمئة بكل ولايات الوطن. وأضاف أن هناك نقصا في التكفل بالمرضى بمصلحة الاستعجالات للأمراض الصدرية بالمستشفى، والتي أصبحت تختنق بعد المرضى الوافدين إليها من كل ولايات الجهة الغربية خاصة في الفترة المسائية بعد مغادرة الفريق الطبي للمصلحة، بحيث لا يبقى إلا المناوبون الليليون، هذا إلى جانب النقص المطروح فيما يخص تعويضات الدواء لدى مصالح الضمان الاجتماعي والتي تسترجع ما نسبته 80 إلى 100بالمئة حسب الحالة المرضية للشخص المؤمّن المصاب بداء الربو، أما الأشخاص المصابين بالحساسية خاصة من غير المشتركين في الصندوق فإنهم لا يستطيعون تسديد تكاليف الدواء الباهظة، مما يزيد من تدهور حالتهم الصحية ويضاعف عدد الأزمات لديهم سواء بالنسبة للمصابين بالربو أو الحساسية.