تدل الدراسات العلمية أن أمراض الحساسية تمس 30 إلى 50 بالمئة من سكان الجزائر، وأن هذه الأمراض ستصيب بحلول 2010 نصف المجتمع لاسيما الربو، وأهم مسببات الحساسية هي الحشرات والقراديات وغبار الطلع والمؤدية غالبا لالتهاب العين والأنف والحنجرة والقصبات الهوائية. وقد صنفت المنظمة العالمية للصحة مرض الحساسية في المرتبة الرابعة بين الأمراض التي تشكل خطورة على الصحة العالمية، فهو مرض تناسلي وراثي يبدأ عند الأطفال في سن الثانية ويتطور مع مرور السنين وقد يصاب المراهقون وحتى الشباب وفي جميع الفصول السنوية به ولكن معاناتهم تبرز بشكل ملحوظ خلال الصيف. وحسب البروفسور دواقي لحبيب أخصائي الأمراض التنفسية والربو والحساسيات والمناعة العيادية بمستشفى بني مسوس، فإن الحساسية عبارة عن التهاب وتقلص في القصبات الهوائية، إذ يشعر المريض بضيق في التنفس واختناق خاصة ليلا فيبدأ بالعطس والسعال والبصق، وغالبا ما تسبب الحساسية مرض الربو. وتساهم الأغذية المعلبة والأكل السريع في انتشار أمراض الحساسية الغذائية ناهيك عن مشاكل نقص الاهتمام بالنظافة الشخصية، وتعتبر قاعات الحلاقة وما يستعمل فيها من مواد التجميل من أهم بؤر انتشار أمراض الحساسية، إضافة إلى ورشات البناء والحساسية الناجمة عن المواد المستعملة في صناعة الإسمنت. ويؤكد المختصون أن 80 بالمئة من مجموع الإصابة بالربو في الجزائر مصدرها الحساسية. من جهة أخرى فإن الحساسية الغذائية بدأت تتخذ منحيات تصاعدية بمجتمعنا خاصة مع استيراد اللحوم المجمدة والأغذية المعلبة ونظام الأكل السريع، كما أن 25 بالمئة من أطفال الجزائر مهيأون جينيا للإصابة بالحساسية ذات الخصائص الوراثية.
70 من الحساسية سببها القراديات الحساسية في فصل الصيف - حسب محدثنا - فصلية قد تصيب الشخص، وفي حالة ما إذا كان أحد الوالدين مصابا قد يصاب جميع أفراد العائلة، وهنا تسمى بالحساسية الوراثية. والحساسية في فصل الصيف غالبا ما تسببها القراديات وبنسبة 70 بالمئة خاصة عند الأطفال، وتتمثل أعراضها في التهاب الأنف والعيون ومرض الربو. والقراديات عبارة عن حشرات مجهرية تسكن بالمنازل خاصة في السجادات والمفروشات ...إلخ، حيث تعيش في الأماكن الدافئة، وهناك أيضا الحساسية من حبوب الطلع المتناثرة في الهواء والمسببة ل 15 من الحساسيات، وأيضا الصراصير بنسبة 10 والنباتات الصيفية مثل حشيشة القراص، ضف إلى ذلك التعفنات بنسبة 2 . وتعتبر مصلحة أمراض الربو والحساسية والمناعة العيادية بمستشفى بني مسوس المصلحة الوحيدة على المستوى الوطني التي تشخص تشخيصا دقيقا لأمراض الحساسية وتحدد أنواعها، حيث تستقبل 12 ألف مريض في السنة، سأي ما يعادل فحص 500 مصاب يوميا من مختلف الأعمار، وتشير الإحصائيات المتوفرة إلى أن ما بين 5 إلى 6 بالمئة من سكان الجزائر يعانون من الربو، ومن 10 إلى 15 بالمئة من التهاب الأنف. أما باقي الأمراض فلا تتوفر الأرقام الصحيحة لانعدام مصالح أمراض الحساسية في المصالح الطبية بأرض الوطن. والجزائر من البلدان التي تتوفر فيها جميع أدوية مرض الحساسية بتباين كبير في الأسعار التي تشترى مجملها بأثمان باهضة.