أفادت مصادر أمنية عليمة بشؤون مكافحة الإرهاب بالساحل، من خلال تصريحات إعلامية غربية، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية أرسلت مستشارين أمنيين إلى دول المنطقة، وانطلقوا في العمل حاليا مع أجهزة الأمن المالية على تعقب عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وأضافت ذات المصادر أنه واشنطن قامت أيضا بتشغيل قمر صناعي أمريكي متطور، متخصص في التصوير الفضائي، من خلال تغيير مساره باتجاه الشريط الصحراوي الذي يشمل جنوبالجزائر، شمال مالي، النيجر وموريتانيا، كإجراء جديد لمراقبة الوضع الأمني في منطقة الساحل. ويأتي هذا الإجراء الجديد مع زيادة التنسيق بين فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، حول الوضع الأمني في الساحل، بعد أن قرر الرئيسان الفرنسي ساركوزي، والأمريكي أوباما، ضم ملف التهديدات الإرهابية والإجرامية في منطقة الساحل والصحراء إلى قائمة الملفات ذات الاهتمام المشترك، الأمر الذي ضاعف وتيرة التجسس على الجماعات الإرهابية والإجرامية في الساحل، وتسجيل عودة قوية للمستشارين الأمنيين الأمريكيين والفرنسيين إلى المنطقة، حسب ذات المصادر دائما. وكشفت المصادر أيضا أن واشنطن بصدد التفكير في إنشاء قاعدة عسكرية فوق التراب البوركينابي لمراقبة المنطقة الصحراوية، الممتدة من حدود الجزائر وليبيا إلى غاية خليج غينيا، بما فيها المثلث الحدودي بين الجزائر، مالي، موريتانيا والنيجر، متخذا غرفة عمليات مركزية في البنتاغون، وأخرى للمخابرات المركزية الأمريكية، رغم نفي سلطات بوركينافاسو مؤخرا تقدم واشنطن بطلب إقامة القاعدة العسكرية الأمريكية أفريكوم فوق ترابها. وأضافت أن إجراء الجيش الأمريكي لأكبر مناورات عسكرية في منطقة الساحل بإفريقيا، يؤكد عزم واشنطن نقل جزء من ثقلها الأمني والعسكري إلى المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث تم تنفيذ تمارين عسكرية خاطفة ضد جماعات مسلحة تختبئ أو تتنقل في الصحراء، وتجريب خطط لإمداد قوات في الصحراء، بالإضافة إلى تدريب عناصر الوحدات العسكرية الإفريقية المشاركة في المناورات من دول الساحل، على عمليات الإغارة السريعة الحديثة. كما أوضحت أن الجيش الأمريكي اعتمد خلال المناورات على تطبيق تجارب الجزائر في مواجهة الإرهاب والتعامل مع المسلحين، مستفيدة بذلك من تطبيق خطط قوات الجيش الوطني الشعبي في حربه على الإرهاب، الأمر الذي يوحي بأن واشنطن تعترف ضمنيا بدور الجزائر المحوري في المنطقة، ومدى أهمية وجودها على رأس قيادة دول الساحل في محاربة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وعصابات الجريمة. وخلصت المصادر الأمنية الإفريقية إلى القول إن واشنطن تسعى لترقية علاقاتها مع الجزائر لمواجهة التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة، للوصول إلى علاقات استراتيجية مكتملة.