سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نواكشوط تفضل التعاون مع الجزائر في التحقيق مع الرقم الثاني لإمارة الصحراء الإرهابي ولد يوسف رغم التواجد المكثف لمصالح استخبارات باريس، مدريد، واشنطن والرباط
أكدت مصادر موريتانية أن الأجهزة الأمنية بنواكشوط دعت نظيرتها من الجزائر إلى الحضور والمشاركة في التحقيقات التي انطلقت عقب تسلمها في الأيام الأخيرة من نيامي الإرهابي الموريتاني، التقي ولد يوسف، المصنف الرقم الثاني في تنظيم إمارة الصحراء المعروفة بخلية الملثمين، التي يقودها أبو العباس، مشيرة إلى تقدم عدد من الأجهزة الأمنية الغربية بطلبات المشاركة في التحقيقات كفرنسا، إسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية، وأخرى من المغرب ودول إفريقية، باعتبار أن الإرهابي الموريتاني يملك معلومات مهمة عن التحركات الإرهابية وعصابات الجريمة بمنطقة الساحل. وأضاف ذات المصدر الأمني، الذي رفض الكشف عن هويته، أن نواكشوط ترى في المصالح الأمنية الجزائرية أول معني بالأمر، وأهم جهاز متخصص ومتمكن في التعامل مع العناصر الإرهابية، والتعاطي مع مثل هذه المواقف والملفات، موضحة أن الجزائر صاحبة الفضل وقائدة التنسيق والتعاون بين دول الساحل، وبشكل كبير بينها وبين مالي، النيجر، موريتانيا وتشاد، خاصة بعد اجتماع تمنراست وتنصيب هيئة التنسيق العملياتي في الأيام القليلة الماضية وما تبعها من اتفاقيات جماعية، رغم النظرة التي تم تسجيلها من طرف الأجهزة الأمنية الأخرى المتواجدة بنواكشوط، وعلى رأسها فرنسا والمغرب. وكشف المتحدث عن الصعوبة التي لاقتها مصالح الأمن الموريتانية، خلال محاولة التحقيق مع المصنف لديها كأخطر عنصر موريتاني في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، مضيفا أن الأمر لن يدوم طويلا مع قدوم مصالح الأمن الجزائرية، التي باشرت عملها بالتحقيق مع الإرهابي التقي ولد يوسف في وسط معزول وفي سرية، بعيدا عن أعين باقي الأجهزة الأمنية الأجنبية، لثقل المعلومات التي يحتفظ بها، وتهم الجزائر ودول الساحل بشكل كبير، باعتباره التحق بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال سنة 2005، وتوقع ذات المصدر، أن يكون التحقيق مع التقي ولد يوسف مطولا لتعنته وقدرته على تمييع الاستجوابات وعلى التهرب من الأسئلة، خاصة بعد اكتشاف المعلومات التي قدمها عن خلية الملثمين التي يقودها بلعور، أنها مغلوطة. وعن تواجد عدد كبير من الأجهزة الأمنية الغربية وأخرى من إفريقيا، قال المصدر إن المعلومات التي يملكها التقي ولد يوسف مهمة بالنسبة لتسع دول إفريقية وخمس دول أوروبية، غير أنها مفيدة بشكل كبير للجزائر التي تقود حملة مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، فيما تبقى فرنساوإسبانيا تتحججان بوجود رعاياهما محتجزين لدى التنظيم، والولايات المتحدة تحت تبرير محاربة الإرهاب وحماية مصالحها، والمغرب يقحم نفسه كمعني لجلب انتباه الحضور والضغط على الجزائر لإدراجه في اجتماعاتها وإشراكه في حملتها ضمن مجموعة دول الساحل. وأفادت مصادر أمنية بنواكشوط أن محققي تحالف دول الساحل عرضوا على ولد يوسف تزويدهم بمعلومات عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، مقابل توفير الحماية له وتقديم امتيازات خاصة، كاشفة عن رفضه الانضمام إلى خلية الإرهابي يحيى جوادي، واختياره البقاء في صفوف كتيبة الملثمين التي يقودها الأمير السابق للصحراء مختار بلمختار، المكنى ”خالد أبو العباس”.