دافع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط عن وحدة السودان قبل ثمانية أشهر من الاستفتاء حول استقلال الجنوب، الأمر الذي يمكن أن يعيد طرح موضوع تقاسم مياه النيل المتنازع عليه. وشدد وزير الخارجية المصري، عقب لقائه الرئيس السوداني، عمر البشير في الخرطوم أول أمس، على تأييد مصر لوحدة السودان، العضو في الاتحاد الافريقي، والذي يشكل جزءا من القارة الافريقية، مضيفا أن مصر ستقوم بكل ما في وسعها لانقاذ وحدة السودان. وسيزور ابو الغيط برفقة مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان في وقت لاحق جوبا،عاصمة جنوب السودان، حيث سيلتقيان سالفا كير رئيس جنوب السودان، الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي والذي سيجري استفتاء حول الاستقلال في جانفي القادم. وقد ينعكس اقرار استقلال الجنوب في الاستفتاء، على تقاسم مياه النيل المتنازع عليه، في حين ينص اتفاق موقع في 1959 بين القاهرةوالخرطوم على منح مصر 55.5 مليار متر مكعب من المياه في السنة، مقابل 18.5 مليار متر مكعب للسودان، أي ما يقارب 87% من مياه النهر. في المقابل، ترفض إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا وكينيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية هذه الاتفاقات السابقة الموقعة وتطالب بتقاسم أكثر إنصافا للمياه. وشددت مجموعة الأزمات الدولية في تقريرها الصادر مؤخرا انه وعلى الرغم من محاولة مسؤولين مصريين التقليل من قلقهم حيال مياه النيل، إلا أن البعض يخشون من انضمام جنوب سودان مستقلا الى مجموعة الدول التي تعارض التقاسم الحالي. وكانت مصر رفضت في أفريل اي خطة جديدة لتقاسم مياه النيل، معلنة ان لها ‘حقوقا تاريخية' في النهر، وهي تعتبر السودان حليفا في هذا الموضوع.