صدر، مؤخراً، عن دار هومة للنشر والتوزيع بالجزائر العاصمة، كتاب الدكتور محيي الدين عميمور الموسوم ب"أربعة أيام صحّحت تاريخ العرب"، الذي عكف عميمور على إعداده منذ انتهاء عهدته البرلمانية في جانفي الماضي، وكأنه أراد أن يقول أنه هوَ هوَ داخل المهام الرسمية وخارجها. يقع الكتاب الجديد هذا في حوالي 455 صفحة من الحجم المتوسط، ويجسد حجم الجهد الذي بُذل في إعداده، سواء بالنسبة لمادته الوثائقية التي ارتكز فيها الكاتب على عدد من المذكرات التي كتبها مسؤولون مصريون، أمثال محمد حسنين هيكل، والدكتور بطرس غالي، والفريق سعد الدين الشاذلي، ومحمود رياض، وإسماعيل فهمي، ومحمد إبراهيم كامل.. أو بالنسبة للمعلومات المأخوذة من "الويكيبيديا" ومحرك "غوغل" أو معلومات أخرى عايشها الكاتب شخصيا، وهو يستعرض خبايا العلاقات الجزائرية المصرية خصوصا منذ زيارة الرئيس أنور السادات للقدس المحتلة. وكانت الخلفية التي دفعت المؤلف إلى إعداد الكتاب، الأحداث المؤسفة التي شهدتها الساحة الكروية بين مصر والجزائر إثر تصرفات حمقاء لبعض الإعلاميين المصريين، الذين أثاروا فتنة أساءت لمصر قبل أن تسيء للجزائر. وكان واضحا لدى كثيرين أن مباراة الكرة لم تكن أكثر من رأس جبل الثلج العائم الذي يجسد حلقات متتالية من سوء الفهم والتفاهم بين البلدين. وتضمن الإصدار الجديد لعميمور، بعض الصور التي تضمها مجموعته الخاصة التي تنشر لأول مرة، من أطرفها صورة للرئيس الراحل هواري بومدين وهو يداعب كلب الرئيس جوزيف تيتو في مقر إقامة الرئيس اليوغسلافي الراحل في بيريوني. كما يضم الكتاب أيضا حجما من الهوامش التي تشرح بعض الخلفيات، أو تقدم معلومات عن بعض الشخصيات التي يرد ذكرها في استعراض بعض المواقف أوالأحداث. وكعادة الدكتور عميمور في كل كتبه، يترجم الغلاف محتوى الكتاب، حيث نرى صورة الرباعي العربي الذي ارتبط اسمه بحرب أكتوبر 1973 ويضم المرحومين الملك فيصل والرؤساء هواري بومدين وحافظ الأسد وأنور السادات، وتحت هذه الصورة صورة مائلة تمثل استقبال الرئيس السادات في القدسالمحتلة من قبل مناحم بيغين، وميل الصورة يعطي حكم الكاتب على الزيارة، التي شكلت أخطر انزلاق عربي في التاريخ المعاصر.. فالكاتب يقول بوضوح إنها كانت بداية الأزمات الحقيقية بين البلدين.