تعرّض جزء من مسكن المجاهدة حسيني الجوهر للهدم من طرف بعض الأشخاص الذين قالوا إنهم مرسلون من طرف بلدية بوروبة من أجل تطبيق قرار هدم حائط تراه البلدية بأنه غير شرعي، رغم أن جميع سكان حي 143 مسكن، الذي تقطن به السيدة المذكورة، ألحقوا مساحات إضافية بسكناتهم بسبب ضيقها رغم أن السيدة حسيني الجوهر لم تقم ببناء الجزء الإضافي من المسكن، كما فعل بقية السكان، وإنما حوّلته إلى حديقة صغيرة لتجد راحتها فيها، خصوصا وأنها عجوز تسكن بمفردها، إلا أن مصالح البلدية أصرّت على هدم الجدار بحجة عدم شرعيته وكذا بحجة استعمال تلك المساحة لاستعمالها لموقف للسيارات. هذه الفرضية رفضتها السيدة الجوهر، مؤكدة أن تلك المساحة لا تكفي لتوقف سيارتين، فكيف تكفي لجعلها موقفا للسيارات، إضافة إلى هذا استحالة اتخاذ الخطوة المذكورة بسبب تواجد مدخل البيت وكذا نوافذه مقابل المساحة التي حوّلتها السيدة إلى حديقة. وذكرت السيدة بكل حرقة في حديثها ل”الفجر”، وهي مجاهدة قضت أكثر من 30 سنة في سلك الشرطة، أن قرار الهدم جاء فجأة من دون اتخاذ الخطوات القانونية اللازمة والمعهودة في مثل هذه الحالات، وهي الإشعار، فالاعذار ثم الإنذار، كما اعتبرته بمثابة “حڤرة” وهو ما وقفت عليه “الفجر” من خلال ذرف السيدة للدموع وهي تحدثنا، بسبب تعرضها هي وحدها لهذا القرار رغم أن أكثرية السكان قاموا بنفس الخطوة وأكثر من خلال القيام ببناء غرف ومطابخ ودورات مياه في مساحات غير شرعية. من جانب آخر، قالت السيدة إنها ليست ضد قرار الهدم الذي طالها وإنما هي ضد الحڤرة التي تعرضت لها، مؤكدة أنه إن أقرّت البلدية قرار الهدم، “فليكن القرار مطبقا على جميع السكان بصورة عادلة، وليس كما فعلت البلدية من خلال الكيل بمكيالين”، كما قالت السيدة، التي أشارت إلى أن سبب فقدانها لحديقتها كان لعدم وجود رجال معها بالبيت وهو ما اغتنمه أعوان البلدية لتطبيق الهدم. ومن جانب آخر، أكدت السيدة أنها طلبت مقابلة رئيس البلدية ثلاث مرات غير أن طلبها قوبل بالرفض، الأمر الذي دفعها للتهديد باللجوء للصحافة الوطنية، لكنها قوبلت بالشجب من طرف جيرانها وكذا مسؤولين بالبلدية الذين عرضوا عليها تعويضا ماليا على أن لا تتجه للصحافة، غير أن المجاهدة حسيني الجوهر أبت إلا الكشف عن الحڤرة التي طالتها في صورة يعاني منها الكثير من الجزائريين. ومن جهتنا، اتصلنا برئيس بلدية بوروبة، زهير معتوق، من أجل الاستفسار عن هذه القضية وعن سبب قرار الهدم الذي طال السيدة المذكورة وحدها دون غيرها من السكان البالغ عددهم 143، هذا الأخير لم يجبنا وقام بقطع الخط.