في ظل صمت للجهات المعنية "برج السنوسي" رمزا للبناءات الفوضوية المتواصلة انتهاكات صارخة وفوضى عمرانية عارمة يتعرض لها أكبر حي بالأغواط"برج السنوسي" أضحى رمزا للبناءات الفوضوية المتواصلة دون أي تراخيص أمام مرأى وأعين السلطات والجهات الوصية، مما مكّن بعض اللاجئين من احتجاز أملاك عمومية دون أي رادع ولا رقيب مانع مما اعتبره أهالي المنطقة المحتجزة بالاستيطان الجائر، لم يتوقع هؤلاء السكان أن حيهم سيشهد هذه الورشة المفتوحة والسريعة لإنجاز مثل هذه المستوطنات السكنية والفوضوية –حسب تعبير مجموعة من الشبان الذين التقيناهم بالقرب من هذه البنايات الذين عبروا أن هذا الحدث أشبه - بالاجتياح – الذي احتل أكبر جزء من الأراضي العمومية في ظرف قياسيّ لا يمكن توقعه من طرف مواطنين جاؤوا من مناطق وولايات أخرى ليحتّلوا كل هذه المساحات الشاسعة مما مكنهم من تشييد بناء سكناتهم في ظرف قياسيّ يمكنهم من منافسة الصينيين من حيث السرعة النفاثة في الإنجاز . "أمر دبّر بليل"بناءات شيّدت ليلا قبل طلوع الفجر . تعجب سكان المنطقة إذ بهم يفاجئون ببناءات شيّدت من عدم قبل أن يطلع عليها نهار كل صباح تخفيا من المراقبة والسلطات المحلية فيما سبق، ولكن الآن وبعد أن تأكدوا من راحتهم ولا وجود لأي كان يستطيع إيقافهم فهم يباشرون إنجازاتهم وضح النهار جهارا نهارا . أعرب لنا مجموعة من شبان حي برج السنوسي أن حجم ظاهرة البناء الفوضوي قد سبق وإن اطلع عليها المسؤولين المحليين دون أن يحركوا ساكنا لوضع حد لها وحماية المحيط العمراني والأملاك العمومية، كما أكدوا لنا وإن كان جليا لكل من عرف وزار المنطقة أن البناءات ببرج السنوسي تضاعفت في الفترة الأخيرة كالفطريات يستعين مالكيها - إن صح التعبير- ببنائين يتجاوزون سرعة الصينيين في الإنجاز، علما أنهم لا يحترمون حتى أدنى مواصفات البناء وشروطه لأن شعارهم في ذلك " اكتسح أي أرض وامتلك وسوف تحصل على جائزة قدرت بتعويض منزل بعاصمة ولاية الأغواط " في حين يحرم ساكنيها الأصليين من أدنى الامتيازات السكنية، المهم بعد أن تأفف هؤلاء الشباب ضيق بحال الأغواط وصل أوسطهم بشرح عملية الاكتساح وذلك بتحديدهم معالمها حسب رغبتهم ومشيئتهم وبذلك استطاع بكل بساطة أن يستولي أغلبهم على مساحات بمئات الأمتار أمام الأنظار. كما تجدر الإشارة إلى أن الأمر وصل إلى حد غلق واجهات الشوارع وحتى الأزقة أمام تجاهل صارخ لكل القوانين والمواصفات العمرانية وشغل الأراضي ولوفوق شبكات الصرف الصحي، بالإضافة رغم ما يشكله ذلك من مخاطر سقوط هذه الجدران على الأرواح التي ممكن أن تجر وراءها العديد من الضحايا من الجالسين أوالراجلين بجانبها علما وخطورة الرياح وقوة الزوابع بالمنطقة مع انعدام أي أساس لهذه البنايات . واستغرب ذات الشباب الذين التقيناهم عن هذه الظاهرة التي لازمها أيضا نزوح لم يشهده الحي إلا في العشرية السوداء وعودة ظهورها قبيل الانتخابات الرئاسية بقوة البرق مما مكن بعضهم بالتهديد بمقاطعة الانتخابات اذا منعوا من مواصلة زحفهم، مما جعل السكان يتساءلون عن سر صمت الإدارة على هذه التجاوزات وعمليات البناء التي باتت تتم جهارا نهارا بسرعة البرق وكأنه أمر دبر بليل – حسب تعليق غير معلن عنه من طرف شباب المنطقة - وكأن البنائين مطالبون بالإنجاز في آجال معينة أو أن أصحابها يتمتعون برخصة .. مقيّدة زمنيا أمام اتساع رقعة الانتهاك عبر أنحاء أطراف حي برج السنوسي. أعمدة كهربائية وسط البنايات وأخرى فوق قنوات الصرف الصحي علما وأن بعض تلك البنايات شيدت فوق قنواة الصرف الصحي وأخرى فوق بالوعات، إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل وحتى وجود عمود كهربائي داخل بناية فوضوية مما يبرز التعدي الواضح على العمران بتواجد هذا العمود داخل البيت ليبقى السؤال غير مطروح من يقف وراء هذا الصمت الصارخ أم "أن الأمر حقيقة دبر بليل" حسب ما هو يروج له، مما أصبح الأمر جد عاديا لو امتد هذا الاكتساح حتى مرافق عمومية وللزائر بكل بداهة أن يكتشف ذلك ببداهة لتلك الورشات من البناءات التي تقام هنا وهناك كالفطريات في هذا الحي وكأن الحي تحوّل إلى تجزئة وتخصيص سكني تم توزيعه مؤخرا للبناء الذاتي ..وما هي تلك المواد فالورشات استعملت فيها مختلف مواد البناء لا سيما الخفيفة منها كالآجر والحجر الإسمنتي من أجل سرعة الإنجاز وكأن العملية مرهونة بسباق محسوم بأقصر مدّة، وعند تساؤلنا عن سر انعدام المقاييس المعمول بها على الأقل حفاظ للأرواح كالحديد مثلا، فأجابنا أحد البنائين أن مالك البناية يعتبر فقيرا ولا يمكنه جلب المستلزمات الأساسية ولأنه ارتحل من قرية تابعة لولاية أخرى مشيرا أنه استطاع أن يجد في هذه المنطقة أرضا للسكن كباقي الذين سبقوه بعدما حرم من الشغل والإيواء رغم تصريحات المسؤولين بتوفير هذه الضروريات. احتقان وتذمر كبيرين لأهالي المنطقة استنكر سكان المنطقة هذه الظاهرة إذ أعرب بعضهم أن منتخبيهم ممن أسند إليهم الأمر بادئ الأمر خاصة من أبناء حي برج السنوسي لم يكونوا في المستوى المطلوب، إذ أعرب بعضهم أن هؤلاء يريدون أن يستوعبوا شريحة أخرى من الأصوات ممن ستمكن لهم الخلود في الكراسي، مما ترك أحد كبار الحي يصرح قائلا أن "البلاد اتباعت وما بقاتش". مضيفا أن برج السنوسي ومنذ السبعينات لم يشهد هذه السرعة في تشييد السكنات. وأضاف قائلا ''كان في بعض الأحيان ينجز بيتا هنا وآخر هناك خلسة وأثناء الليل بالاعتماد على نور لهب العجلات، غير أنه في الفترة الأخيرة أصبحت البناءات الفوضوية تشيّد نهارا أمام مرآى الجميع دون أن يتدخل أحد رغم تنقّل جميع المسؤولين للوقوف على هذه الكارثة''. مشيرا إلى أن صمت السلطات أدى إلى اتساع الظاهرة واستمرارها مهددة بذلك الاحتياطات العقارية بهذه المنطقة بعد الاستحواذ عليها. مطالبا بالتدخل العاجل للمصالح المختصة من أجل تفادي اشتباكات لاحقة بين المواطنين ومشيّدي هذه السكنات ''التي يبيعها بعضهم بحوالي 100 مليون سنتيم، بينما حرم أبناؤهم من سكن وقطعة للبناء في أرض أجدادهم متسائلا عن سر غياب دولة القانون بالذات في هذه المنطقة في حين أقدمت السلطات على هدم فيلات فاخرة ببرج الكيفان بالجزائر العاصمة والسكوت في حين يسكت عن هذه الانتهاكات العمرانية من البناءات الفوضوية ببرج السنوسي مما جعله يلخص الأمر أنه لا يعدو أن يكون سوى تسوية حسابات فقط وليس السهر على تطبيق القوانين وجعل الجميع سواسية في الحقوق والواجبات. المندوب البلدي يأكد رفعه التقرير والبلدية تصدر قرارات الهدم : ويؤكد ذات المصدر أن المندوب البلدي لبرج السنوسي تم إبلاغه بهذه الظاهرة حين ظهورها منذ قرابة العام والذي أشار بدوره أنه رفع تقريرا للسيد رئيس بلدية الأغواط منذ ذلك الوقت ومنذ ظهور أول تشييد لمنزل بطريقة غير قانونية على حافة المدخل الجنوبي للحي الفوضوي. مؤكدا إخطاره المسؤولين أن ترك البناية مشيّدة دون هدمها سيشجع الآخرين بالتوسع في بناءات فوضوية والتهام الاحتياطات العقارية المتبقية لاستقبال بعض المرافق العمومية مستقبلا كالثانوية وملحقة التكوين المهني وإنجاز شبكات الغاز الطبيعي. علما أن رئيس البلدية انتقل شخصيا لمعاينة الكارثة التي تلقى إهانات مباشرة من طرف المتمردين لوحاول الاصرار على هدم بناءاتهم الفوضوية، وكذلك رئيس الدائرة لكن القرارات لم تتخذ إزاء هذه الوضعية التي تزداد حدة يوما بيوم بتوسع البنايات وحجز الأملاك وترسيم السكنات بمنح أصحابها الكهرباء حسب ذات المصدر أن البلدية أعدت قرارات هدم تنتظر التطبيق إلى حد الساعة وخاصة بعد معاينة الفرق التقنية، والتي سجلت احتلال الأراضي من طرف بعض المواطنين والتعدي على أملاك الدولة والقوانين الخاصة بالعقار وفوق أراض لمنشآت عمومية بعد تحريات فرق التعمير والأمن التي عاينت الظاهرة ميدانيا وتم إعداد وتحرير قرارات هدم بعدد البنايات المنجزة، ينتظر تطبيقها لحد الساعة . كما تأسّف مسؤول البلدية لتوصيل مصالح سونلغاز هذه البنايات الفوضوية بالكهرباء رغم أنها شريك في التنمية وتسهر على تطبيق قوانين الدولة، لأن توصيل الكهرباء، حسب ذات المسؤول، من المفروض أن يتم بتسليم عقد الملكية أو الإيجار وسند هذه المؤسسة يعتبر حجة وإثبات للإقامة. مضيفا أن أحد المواطنين قام بتشييد المسكن ليلا وتم توصيله بالكهرباء في اليوم الموالي، وهوشيء مؤسف، حسب ذات المسؤول، ويشجّع على مثل هذه التجاوزات للعمران وقوانين البناء . وأشار رئيس البلدية أن مصالحه تسعى للقضاء على جميع السكنات الفوضوية والبنايات غير الشرعية من خلال معاينتها واتخاذ إجراءات ضد أصحابها للمحافظة على مقاييس العمران ومخططات شغل الأراضي التي يتم إعدادها بالتنسيق مع المصالح التقنية المختصة، في انتظار تطبيق هذه القرارات علمت "الأمة العربية" أن القضية رفعت إلى مصالح القضاء للبت والفصل فيها. يبقى هؤلاء المتمردون عن القانون في انتظار أملاك بديلة حتى يتمكنوا من بيع مراكز عبورهم لآخرين، ليبقى تذمر سكان وشباب المنطقة بعيدين من أي امتيازات سكنية بحيهم وبلديتهم وولايتهم – أوكما عبر هؤلاء الشباب الذين التقينا بهم.