شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، على أئمة الجزائر المكلفين بتولي مهام إدارة المساجد الفرنسية قريبا، بضرورة الابتعاد عن المسائل السياسية مهما كان نوعها، محذرا إياهم من مغبة الوقوع في الفتوى بعيدا عن التشريعات الفرنسية. من جهة أخرى دعا عميد مسجد باريس، الدكتور دليل أبو بكر، إلى ضرورة التنسيق مع مسؤولي باقي الديانات لحل مشاكل المجتمع الفرنسي. نفى، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام، على هامش اليوم التوجيهي المخصص ل40 إماما تم انتدابهم لإدارة مختلف مساجد المقاطعات الفرنسية، أن تكون وزارة الداخلية الفرنسية، قد فرضت شروطا معينة على انتداب الأئمة الجزائريين هناك، مشددا في حضور المدير المركزي لممارسة الشعائر الدينية ومستشار وزير داخلية اليزيه، على ضرورة ابتعاد الأئمة الجزائريين عن ممارسة السياسية في فرنسا، أو الدخول في جدال سياسي حول القضايا السابقة كالبرقع أو المستقبلية، وقال “ مهمتكم دينية توجيهية وليست سياسية، و يجب أن تكون تصرفاتكم لاسيما العملية بعيدا عن السياسية”. كما حذر الوزير هذه الفئة من مغبة الإفتاء بعيدا عن التشريعات والقوانين الفرنسية، قائلا “لا فتوى إلا باستشارة أهل القانون والاختصاص، وعليكم بالتفريق بين الدولة الفرنسية والمجتمع الفرنسي”. من جهته، أوضح مسؤول دائرة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر، الأطر الشرعية لعمل الأئمة، وفق شروط اللجنة المشتركة بين وزارته، ووزارة الداخلية وكذا الخارجية، ولخصها في حفظ القرآن وفهم معانيه السامية، تعلم اللغات الأجنبية، والإلمام والدراية التامة بالمجتمع الفرنسي، بالإضافة إلى الالتزام بنشر ثقافة حوار الديانات والتعايش بينهما. وفي السياق ذاته، اعترف عميد مسجد باريس، الدكتور دليل أبو بكر، أن التعامل مع مشاكل الجالية الإسلامية في فرنسا، لاسيما من الناحية الاجتماعية، أمر ليس سهلا، داعيا أئمة الجزائر إلى التعاون مع مختلف مسؤولي الديانات المعمول بها في فرنسا، بهدف إزالة غبار الاتهامات، التي تطال الجالية الجزائرية بين الحين والآخر من أطراف مغرضة، وفي طليعتها اليمين الفرنسي المتطرف، يضيف الدكتور بوبكر.