حذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، أمس، الأئمة الجزائريين المنتدبين الذين تعتزم الجزائر إرسالهم إلى فرنسا قريبا، من الخوض في المسائل التي يفصل فيها القانون، نافيا في نفس السياق، أن تكون فرنسا قد فرضت مزيدا من الشروط على الجزائر فيما يتعلق بالأئمة الذين يباشرون مهامهم في مساجد فرنسا، وحاول غلام الله شرح تصريحاته الأخيرة حول النقاب مشددا على أنه خيار شخصي. تستعد الجزائر إلى إرسال 52 إماما ومرشدة دينية خلال الأيام القليلة المقبلة للقيام بالإرشاد والتوجيه الديني والتربوي للجالية المسلمة عبر عديد من المساجد الفرنسية، وقد أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله أمس على اختتام اليوم الدراسي الذي خصص لفائدة هؤلاء الأئمة، حيث ذكر خلال كلمة ألقاها بالشروط التي يجب أن تتوفر في الإمام المنتدب لكي يكون قادرا على تأدية هذه المهمة ومنها أن يكون قد مارس الإمامة لمدة 5 سنوات على الأقل بالجزائر وأن يكون حافظا للقرآن الكريم فاهما لمعانيه وسليما من كل عاهة جسدية أو عقلية، وأكد غلام الله في ذات السياق أن فرنسا لم تفرض أية شروط جديدة على الأئمة الجزائريين المتوجهين للعمل على أرضها على خلفية ما تم إثارته مؤخرا حول كون الأئمة الجزائريين يفتقرون لبعض الشروط والمؤهلات التي تجعل السلطات الفرنسية تفضل غيرهم عليهم، وأضاف غلام الله أن الشروط التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين بقيت نفسها ولم تتغير. وحذر غلام الله الأئمة المنتدبين من إصدار فتاوى أو إثارة مواضيع يفصل فيها القانون داعيا إياهم إلى ضرورة مراعاة قوانين الدولة المستقبلة والقيام بواجبهم في شرح مبادئ الدين الإسلامي الصحيح ودعوة المسلمين في فرنسا إلى التحلي بالسلوك الحسن والمعاملة الطيبة ومجادلة الآخر، بخاصة غير المسلم، بالتي هي أحسن، وإبراز وجه الإسلام الحقيقي، حيث قال في هذا الشأن: » هؤلاء الأئمة المنتدبين يحملون أمانتين وهما أمانة الدين وأمانة الوطن وحثهم على إعطاء صورة مشرفة عن الإسلام وعن الجزائر.....لابد للإمام المنتدب أن يفهم طبيعة المجتمع الذي يؤدي فيه مهمته وأن يلتزم التزاما صارما بكل ما يتعلق بحقوق الإنسان وثقافة السلم «. غلام الله اغتنم الفرصة أيضا لشرح تصريحاته التي أثارت جدلا كبيرا مؤخرا حول النقاب، مؤكدا أن المرأة حرة في تصرفها، محذرا في نفس الوقت الأئمة من الخوض في مختلف القضايا التي يفصل فيها القانون كقضية النقاب وغيرها. ومن جهته، أوضح دليل بوبكر عميد مسجد باريس سوف يهتم بكل أمور الإمام المنتدب بفرنسا في جميع النواحي إلى حين عودته إلى الجزائر مؤكدا أن دور الإمام بالمهجر مرتبط بحياته ووضعيته بفرنسا مع ضرورة اطلاعه على القوانين الفرنسية. أما برترون قوم رئيس مكتب الأديان لدى وزارة الداخلية الفرنسية، فقد أكد أن فرنسا وعلى الرغم من كونها دولة لائكية، إلا أنها تحترم حرية الأديان، لكنها في مقابل ذلك تعاني من مشكل توظيف وتكوين ممثلي الديانات المختلفة على غرار الأئمة والرهبان والقسيسين. ومن جهته، اعتبر برنار قودار وهو مستشار بوزارة الداخلية بفرنسا وأستاذ بمعهد الإمام الغزالي بمسجد باريس فقد أحصى ما يربو عن ستة ملايين مسلم بفرنسا أغلبيتهم من جنسية فرنسية لافتا إلى أن الجالية الجزائرية تمثل أكثر من نصف الجالية المسلمة هناك بما يصل إلى 2 مليون ، كما أحصى المسؤول الفرنسي وجود2000 مصلى إسلامي بفرنسا منها 700 مسجد لافتا إلى أن المسلمين بالمهجر لا يتأخرون في المساهمة في بناء المساجد عن طريق البدل من أموالهم الخاصة مثيرين بذلك دهشة أصحاب الديانات الأخرى. وفي كلمته التوجيهية قال المفتش العام للأئمة بمسجد باريس محمد الونوغي أن الإمام يقوم بمهامه بفرنسا تحت الوصاية المباشرة لمسجد باريس وهو بمثابة رجل دين لا علاقة له بالسياسة، وقد تم استعراض في هذا اليوم تجارب بعض الأئمة الذين سبق لهم العمل في عدة دول أوروبية.