أسدى وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد اللّه غلام اللّه توجيهاته ونصائحه للأئمة المنتدبين إلى فرنسا وذلك خلال يوم دراسي نظم أمس بدار الإمام لفائدة هؤلاء الأئمة ال42 وبحضور عميد مسجد باريس الدكتور دليل بوبكر، والمفتش العام للأئمة بهذا المسجد السيد محمد الونوغي بالإضافة إلى إطارين من وزارة الداخلية الفرنسية. وقال السيد غلام الله مخاطبا الأئمة المنتدبين إلى فرنسا ''إن هجرتكم إلى هذا البلد هي بغرض تأدية مهمة وحمل أمانة ثقيلة إلى أوساط الجالية الإسلامية''، وأضاف ''إن دوركم في هذا المجال واضح ويتلخص في المهام الدينية التربوية في إطار الاحترام الكامل القوانين الجمهورية الفرنسية وضمن مراعاة تقاليد وأعراف المجتمع الفرنسي، وعليه فالابتعاد عن ممارسة السياسة واجب بل وممنوع، حتى يستطيع أن يؤدي الإمام في ديار الغربة مهامه على أحسن وجه. وأشار الوزير إلى أن توجيهاته هذه هي تكملة لميثاق الإمام الذي يحمله هؤلاء الأئمة معهم الى فرنسا والذي ينسجم مع مضمون المرسوم المؤرخ في 24 أفريل 2005 والمتعلق بانتداب الأئمة الجزائريين إلى فرنسا. وأكد السيد غلام الله للأئمة على ضرورة إبرازهم للصورة المنيرة للإسلام ولوطنهم الجزائر، وذلك بالتركيز على الدور البيداغوجي للإسلام بعد الحرص على العبادات والفرائض التي لا تحتاج الى اجتهاد من طرفهم، لاسيما من خلال ابراز المعاملات السمحة لديننا الحنيف والتي من شأنها كما قال أن تساعد على إدماج الشباب المسلم في المجتمع الفرنسي من خلال تشجيعه على الرياضة، التكوين، الانخراط في منظمات المجتمع المدني، والابتعاد عن كل الآفات الاجتماعية. ومن جانبه، أكد عميد مسجد باريس، السيد دليل بوبكر على ضرورة احترام الإمام لقوانين الدولة الفرنسية التي تتبنى النظام الجمهوري اللائكي، وكذا ضرورة فهم المجتمع الفرنسي واحترام تقاليده وأعرافه. ورحب عميد مسجد باريس بدفعة هؤلاء الأئمة بقدومهم إلى فرنسا قبل توزيعهم على مساجدها، في انتظار دفعة ثانية في ديسمبر المقبل، وعلى غرار وزير الشؤون الدينية، أشار السيد دليل بوبكر الى الاعتناء بالقضايا الجوهرية للجالية المسلمة بدل التركيز على قضايا مثل مسألة النقاب التي تثار الآن بفرنسا مشددا في هذا المجال على ضرورة احترام القوانين الفرنسية في هذا الخصوص. أما بنتروم غوم رئيس المكتب المركزي للمعتقدات الدينية بوزارة الداخلية الفرنسية، فقد شدد في تدخله على عدم ممارسة الأئمة للسياسة داخل أماكن العبادة ووصف ذلك بالممنوع، وأن دورهم يهدف أيضا الى ضمان التوازن الاجتماعي داخل المجتمع الفرنسي من خلال احترام ممارسة العبادات لجميع الدينات. أما الإطار الثاني بوزارة الداخلية الفرنسية وأستاذ بالمعهد الإسلامي لمسجد باريس السيد برنار غودار، فقد ركز في مداخلته على دور المعاملات في مهام الإمام، دون الحديث كما قال عن دور العبادات لأنها من شأن الأئمة، وقال ''إننا في فرنسا نعمل مع الجزائر من أجل إسلام معاملات، بناء على الإسلام الأصيل الشائع في الجزائر ودول مغاربية.