دورة النهائي المؤلم...أو عندما تحول العرس إلى مأتم لكن ما كان يتخوف منه كل العالم قد حدث، فقد اندلعت أعنف وأشرس حرب كونية، إنها الحرب العالمية الثانية التي أوقفت كل النشاطات العادية للناس وبعد انتهاء كابوسها عام 1945 اجتمع أعضاء الفيفا مجددا في العام الموالي وتقرر إعادة بعث المسابقة. ولم تكن أوربا المنهكة من مخلفات الحرب التي حولتها لخراب قادرة على احتضان الدورة آنذاك فمنحت دون اعتراض أي كان للبرازيل مع تغيير نظام المنافسة، حيث تقرر وضع حد لنظام خروج المغلوب من أول مباراة وتشكيل 4 مجموعات على أن يلعب أبطال المجموعات فيما بينهم لتحديد البطل، كما تقرر أيضا حرمان ألمانيا من المشاركة. وقد خاض التصفيات 31 منتخبا على أن يتأهل 16 منهم للنهائيات، لكن لمشاكل طارئة وأهمها غلاء تكاليف التنقل إلى أمريكا الجنوبية جعلت الحضور يقتصر على 13 منتخبا فقط. وكانت المجموعة الأولى التي ضمت 4 منتخبات وحسمها البلد المنظم لصالحه لكونه كان أكثر حيوية من يوغسلافيا، أما في الثانية فقد سيطر عليها المنتخب الإسباني الذي فاز بمقابلاته الثلاث. وفي المجموعة الثالثة التي شكلتها 3 منتخبات فقط كانت المفاجأة بالسقوط الحر لحامل اللقب إيطاليا أمام السويد. أما المجموعة الأخيرة فقد ضمت منتخبين لا أكثر وهما الأوروغواي العائد للمنافسة بعودتها للأراضي الأمريكية ومنتخب بوليفيا الذي لم يصمد أمام بطل أول دورة بعد أن اكتسحه برباعية في كل شوط وقد تأهل لدورة اللقب أبطال المجموعات الأربعة ليلعبوا فيما بينهم دون خروج المغلوب أي في شكل بطولة وهي المرة الوحيدة التي يتم فيها اللجوء لهذه الطريقة ومن محاسن الصدف أن القسمة كانت عادلة هذه المرة بتواجد فريقين من أمريكا وهما البرازيل والأوروغواي ومثلهما من أوربا وهما إسبانياوالسويد. لكن الواقع الميداني أثبت قوة أبناء القارة المنظمة، فأصحاب الأرض مرغوا السويد في الوحل حين هزموهم بنتيجة ساحقة 7-1 فيما انتهت قمة إسبانيا مع الأوروغواي دون فائز. وفي الجولة الثانية واصلت البرازيل إمتاع جماهيرها وقصفت إسبانيا بسداسية فيما فازت الأوروغواي بصعوبة بالغة على السويد 3-2 لتكون مباراة الجولة الأخيرة بين البرازيل والأوروغواي بمثابة النهائي الذي سيكشف عن البطل الجديد وكان التعادل يكفي البرازيل لتحقيق حلمهم، ولهذا فقد غص ملعب ماراكانا بقرابة 200 ألف متفرج والكل ينتظر التتويج بالكأس الغالية وبعد نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي حدث ما لم يكن في الحسبان في الشوط الثاني فقد رد منتخب الأوروغواي بقوة على هدف التقدم البرازيلي وتمكّن من قلب النتيجة لصالحه وسط دهشة الحضور الذين اندفعوا غاضبين من خسارتهم للكأس. وأسفر تدافع الأمواج البشرية إلى وقوع ضحايا مما حول عرس النهائي إلى مأتم حقيقي. باسم زغدي الفنية للمباراة النهائية 16 جويلية 1950 البرازيل 1 الأوروغواي 2 ملعب ماراكانا، جمهور قياسي زهاء 200 ألف متفرج الحكم: ريدر (انجلترا) الأهداف: ألبينوفرايتشا (د47) للبرازيل خوان شيافينو (د66)، ادغاردو جيج (د79) للأوروغواي التشكيلتان: البرازيل: مواسر باروسا، أوغوستودي كوستا، امانسو جوفنيل، خوزي كالوس، دانيلوالفم، خوافيريرا، البينوفرايتشا، زيزينهو، ادمير ماركيز، جاروسا، فرانشيسكو ارامبورا. الأوروغواي: غاستون ماسبولي، ماتياس غونزاليس، اوزيسوتيغارا، شوبرت غامبيتا، أوبيديليو جابسلتو، فيكدور أندرادي، السيدس جيجي، خوليو بيريس، عمر أوسكار، خوان شيافينو، روبن موران.