افتتحت صباح أمس بمدينة قسنطينة فعاليات ملتقى "مالك حداد"، بحضور كوكبة من المبدعين والباحثين الأكاديميين الذين جاؤوا من مختلف مناطق الوطن للمشاركة في فعاليات هذا الملتقى وتميز حفل الافتتاح بتكريم الروائي واسيني الأعرج، تقديرا لمشواره الحافل بالإبداع. وقد عبر واسيني في كلمة ألقاها بالمناسبة، عن سعادته بالتكريم الذي حظي به في إطار فعاليات الملتقى. ورغم أن هذا المبدع الذي يشكل بالنسبة لكوكبة من المبدعين الجزائريين مرجع أساسي وتجربة متميزة في المشهد الإبداعي الجزائري والعالمي، إلا أنه قال معترفا "لقد تعلمت من مالك حداد أشياء كثيرة، فهو استطاع أن يجمع بين النثر بوصفه لغة مباشرة وبين الشعر بوصفه حساسية استثنائية، وكان يؤمن دائما أن الكتابة التي لا تورث الحب ليست كتابة". كما تم بالمناسبة إلقاء شعري نشطه عدد من الشعراء والشاعرات، حيث قرأت الشاعرة زينب لعرج قصائد من مجموعتيها الشعريتين "أرفض أن يدجن الأطفال" و"نوارة لهبيلة"، وقد نالت قصيدة "مرثية لقارئ بغداد" إعجاب الجمهور الذي تفاعل مع الأحاسيس المرهفة لزينب الأعوج، التي نقلت في نصوصها يوميات الوجع العراقي، في حين قرأت الشاعرة نسيمة بوصلاح قصائد من مجموعتها الشعرية "حداد التانغو"، أهدتها إلى مسقط رأسها مدينة قسنطينة التي ألهمت الشعراء والمبدعين فكتبوا فيها روائعهم، على غرار الروائية أحلام مستغانمي. للإشارة، ستقدم خلال فعاليات الملتقى الذي يتواصل إلى غاية يوم الخميس عدة مداخلات حول التجربة الإبداعية لمالك حداد، صاحب الروائع الأدبية الخالدة، على غرار رواية "رصيف الأزهار لا يجيب" ورواية "الانطباع الأخير". كما تم تكريم الكاتب الجزائري باللغة الفرنسية، ياسمينة خضرا، بمناسبة بيع بالإهداء لمؤلفه الأخير "أولمب دي أنفورتين"، الذي أعيد نشره من طرف منشورات "ميديا بليس". ودافع المؤلف، الذي ترجمت أعماله في 40 بلدا، لدى جلسة نقاش بالمسرح الجهوي للمدينة على هامش البيع بالإهداء ضد "المغالطات" و"السلبية"، موضحا كذلك بأن "الكراهية" عدو للفن. ويعد ياسمينة خضراء المتصور في كتابه الأخير "لأولمب" تتشكل من مهمشين وانكسارات الحياة على غرار خيال عالمي أين يسود ويغلب توازن هش مقيم على أساس أوهام واستقالات أظهر محمد مولسهول "الاسم الحقيقي للكاتب" تفاؤلا وكرما، معتبرا بأن "المنفى بالنسبة للكاتب يكمن في نصه"، وأن "الخيال أكذوبة لا يؤمن بها سوى الكاتب نفسه". فمن "حورية"، أول مختاراته القصصية مرورا ب"الاغتيال" و"الكاتب" و"بنت الجسر" و"امتياز فيليكس" و"ما يقدم النهار لليل" أو "ابنة العم ك" التي يعتبرها أحسن مؤلفاته وتطرق لمسألة غياب مدينة القنادسة مسقط رأسه في رواياته وكتاباته فهو "يحكي بلدا حسب عقليته وليس جغرافيته". وأكد الكاتب ياسمينة خضراء المعجب بمالك حداد أنه كاتب أصيل، كان يتمتع بسيادة الفعل وتأنيب الضمير في النص وأنه تعلم من حداد بأن "المطر قد يكون لديها مواهب".