فشل، نهاية الأسبوع المنصرم، 11 شابا في الوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، بعد أن أبحروا ليلا من “مملكة الهجرة غير الشرعية” بسواحل مدينة دلس، ولاية بومرداس. وحسب ما علمته “الفجر”، فإن هيجان البحر كان وراء فشل عملية الهجرة السرية للمجموعة المتكونة من 11 شابا، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و30 سنة، ينحدر البعض منهم من بلدية دلس، فيما قدم الآخرون من المناطق المجاورة. وتضيف ذات المصادر أن كل شاب من المجموعة دفع ما قيمته 8 ملايين سنتيم، ثمنا ل”الحرقة” أو كمقابل لإيصالهم إلى الجهة الأخرى، بعدما أقدموا على شراء قارب “مزلاج”، طوله ثمانية أمتار، ومحركين من الحجم الكبير مرفوقة بكمية معتبرة من الوقود، وقالت مصادر “الفجر”، أن الحراقة ال11، أبحروا صوب جزيرة “مايوركا” الإسبانية، معتمدين على تقنية تحديد المواقع، أو ما يعرف بجهاز “جي.بي.أس”، يتقن استعماله أحدهم، لدرايته الواسعة بشؤون الملاحة البحرية. وتميزت الرحلة السرية بالتكتم مخافة إجهاضها، حيث كانت الانطلاقة ليلا في جو ميزه الهدوء، نتيجة حالة الطقس المستقرة، لكن بعد ساعات معدودة من الإبحار، وفق ما أفادت ذات المصادر، تفاجأ “الحراقة” بهيجان البحر، وبداية الذعر والخوف بين أوساط الشباب الحراق، ما جعلهم يفكرون في العودة بدلا من مواصلة الإبحار والمغامرة بأرواحهم. وقد شهدت سواحل دلس صائفة العام الماضي، عدة رحلات سرية باتجاه السواحل الاسبانية، عرفت وصول ما لا يقل عن 25 حراقا إلى جزيرة “مايوركا” الاسبانية، فيما تم إنقاذ حوالي 16 آخرين من الموت المحقق جراء غرق قاربهم.