قال خبير الاقتصاد العالمي والحائز على جائزة نوبل، بول كروغمان، إن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية لم تنته بعد وإنما تمر بمرحلة جديدة. واستدل كروغمان في مداخلة له أمام “منتدى الاقتصاد السويسري” على ذلك باستمرار ارتفاع معدلات البطالة بصورة اعتبرها قياسية في الدول الكبرى والأزمة التي تمر بها العملة الأوربية الموحدة “الأورو” محذرا من استمرارها، وأكد أنها تمثل أكبر تهديد للاقتصاد العالمي. وأشار الخبير إلى أن المشكلة التي يمر بها الاقتصاد الأوربي حاليا ليست في اليونان بل في إسبانيا التي شبّه الوضع الاقتصادي فيها بالقنبلة الموقوتة تتأخر بسبب سياسة إسبانيا الاقتصادية في مرحلة ما قبل الأزمة التي كانت أفضل من نظيرتها في اليونان. كما دعا من جهة أخرى إلى السماح بهجرة الأيادي العاملة داخل الاتحاد من الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة العالية إلى تلك التي تمر بمراحل انتعاش اقتصادي جيدة، معترفا بصعوبة تلك الخطوة بسبب عامل اللغة. وأكد كروغمان أن حل المشكلة الاقتصادية الأوربية يمر عبر إطلاق سياسة اقتصادية منسقة تتزامن مع توسيع سياسة البنك المركزي الأوربي النقدية لحصر التضخم بين 4 و5 بالمئة ثم اعتماد سياسة رواتب أكثر واقعية قد تأتي بشكل تلقائي إذا استمرت معدلات النمو الاقتصادي في حدود الصفر، حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى تقليص الرواتب بنسبة 20 بالمئة على سبيل المثال.