بعد المكسيك (1986 و1970) ثم إيطاليا (1934 و1990) أصبحت فرنسا ثالث دولة تحتضن المونديال لمرتين، لكن هذه المرة عدد المنتخبات المشاركة عرف زيادة نسبية من 24 منتخبا إلى 32 وهذا ما جعل الحضور الإفريقي يصل إلى 5 منتخبات أما الكرة العربية، فقد اكتفت ب 3 مقاعد (تونس المغرب والسعودية). قد استهل البطل السابق المنتخب البرازيلي بفوز باهت على اسكتلندا (2-1) بصعوبة ثم بأقل صعوبة إمام المغرب (3-0) ليضمن البرازيل تأهله، تاركا التذكرة الثانية بين المغرب والنرويج. وفي الوقت الذي أبدع فيه أسود الأطلس الذين افترسوا اسكتلندا (3-0)، حققت النرويج ما كان مستحيلا إذ فازت على البرازيل في مقابلة مشبوهة في المجموعة الثانية. وعرف الطليان كيف يتصدرون القائمة وتبعهم الشيلي بثلاثة تعادلات وثلاث نقاط. أما مجموعة البلد المنضم فقد كانت في اتجاه واحد لصالح الزرق الذين فازوا بكل المواجهات، أما التذكرة الثانية فكانت للدانمارك على حساب السعودية وجنوب إفريقيا. في المجموعة الرابعة تسيّدت نيجيريا وفازت على إسبانيا ثم بلغاريا لتتأهل. ورغم العودة القوية للإسبان الذين سحقوا بلغاريا (6-1) إلا أن ذلك لم يكن كافيا، لأن نيجيريا تهاونت في المباراة الأخيرة وهذا ما سمح للباراغواي بالفوز عليها والتأهل معها. المجموعة الخامسة عرفت عزفا ثنائيا بين الألمان واليوغسلاف. وفي السادسة طارت رومانيا ولحقتها إنجلترا وعادت كولومبيا وتونس بخفي حنين. أما في السابعة فقد كان الصراع محتدما وعادت الغلبة في الأخير هولنداوالمكسيك على حساب بلجيكا التي دفعت ثمن تعادلها مع كوريا الجنوبية غاليا. وفي المجموعة الأخيرة حسم المنتخبان الأرجنتيني والكرواتي الأمور بسرعة لصالحهما بعد أن عجزت جاميكا واليابان عن مضايقتهما. الدور ثمن النهائي استهله الطليان بفوز تكتيكي على حساب النرويج بهدف من القوة الهادئة فيري. وفي المواجهة الثانية احترقت أعصاب منتخب البلد المنضم وكان عليهم انتظار الوقت الإضافي وصعود المدافع لوران بلان لمخادعة شيلافارت بهدف ذهبي. ألمانيا وكرواتيا تأهلتا بعد حمام بارد على حساب المكسيك ورمانيا على التوالي، أما البرازيل فقد سحقت جارتها الشيلي ب(4-1) وبنفس النتيجة عبث الفيكينك بالنسور الخضراء. هولندا اجتازت الحاجز اليوغوسلافي بفضل خبرة لاعبيها والمواجهة النارية بين الأرجنتين وإنجلترا لم تسفر عن فائز وركلات الترجيح تبتسم للأرجنتين لكن الحظ تخلى عنها في الربع النهائي أمام هولندا، فرغم أنها كانت مسيطرة إلا أن هجمة معاكسة هولندية تمكّن خلالها بير كامب من إمضاء هدف التأهل الهولندي في الوقت القاتل وإقصاء الأرجنتين. البرازيل عانت هي الأخرى أمام الدانمارك، لكنها خرجت منتصرة بصعوبة. مواجهة فرنسا مع إيطاليا الفاصل بينهما كانت ضربات الجزاء التي ابتسمت لأصحاب الأرض. فيما حققت كرواتيا وحدها تأهلا بنتيجة كبيرة وأداء أكبر أمام ألمانيا. لكن المغامرة الكرواتية توقفت في النصف النهائي أمام البلد المضيف، فرغم تمكّن دافور سوكير من افتتاح النتيجة، إلا أن تيرام عرف كيف يمضي هدفين كانا كافيين بالتأهل. المواجهة الثانية كانت أكثر شراسة بين البرازيل وهولندا وانتهت لصالح البرازيل بركلات الترجيح (2-4) ومن قوة السوسبانس بكى زاغالو في نهاية المباراة بعدما جانب منتخبه الإقصاء أمام هولندا التي اكتفت بعد ذلك بالمركز الرابع بعد خسارتها للمقابلة الترتيبية أمام مفاجأة الدورة الكرواتية. وفي النهائي أضاف زيدان إلى عروضه المثيرة التي قدمها طوال الدورة هدفين رائعين في الشوط الأول برأسيتين قاتلتين، ليكون ذلك نجم العالم الأول الذي سمح لفرنسا بتحقيق ما كانت تراه حلما بعيدا عنها. باسم زغدي البطاقة الفنية للمباراة النهائية 12 جويلية 1998 فرنسا 3 البرازيل 0 ملعب سان دوني، جمهور غفير زهاء 80 ألف متفرج الحكم: السعيد بلقولة (المغرب) الإنذارات: جينيور بايانو (البرازيل) ديشان، دوسايي، كارومبو (فرنسا) الطرد: دوسايي (فرنسا) التشكيلتان: فرنسا: بارتيز، تيرام، ليزارازو، دوسايي، لوباف، بيتي، جوركاياف (فييرا)، ديشان، غيفارش (دوغاري)، كارومبو (بوغسيون)، زيدان. المدرب: إيمي جاكي البرازيل: تافاريل، كافو، روبرتوكارلوس، الدايير، بايانو، سامبايو (ريموندو)، دونغا، ليوناردو (دينيلسون)، رونالدو، ريفالدو، بيبيتو.