ما تزال كل الجزائر تضرب أخماسا في أسداس على تضييع "الخضر" لمباراة كان بإمكانهم فيها حصد نقطة على الأقل أمام منافس سلوفيني لعب بأكثر حذر، فكان أكثر واقعية وعرف كيف يحقق ما كان يصبو إليه في الوقت المناسب مستغلا سذاجة لاعبينا ومحدوديتهم البسيكولوجية التي لا حدود لها أين ثمار تربصي سويسرا وألمانيا...؟ الارتباك الكبير الذي سيطر على التشكيلة الوطنية، أول أمس، فتح باب التساؤلات على مصراعيه حول العمل الذي قام به سعدان خلال تربصي كرون مونتانا ونورمبيرغ والذي لطالما أكد سعدان أنهما سمحا له بشحن اللاعبين نفسيا بالدرجة الأولى، لكن ما شاهدناه، أول أمس، من غياب للتركيز وانعدام القدرة على الابداع أو حتى ضبط النفس خلال العشر دقائق الأخيرة يجعل كل تطمينات سعدان تسقط في الماء. معنويات الجميع في الحضيض الخسارة بهذه الطريقة تجعل معنويات الجميع من لاعبين وأنصار تنزل لأدنى الدرجات وهو ما سيؤثر سلبا بكل تأكيد على القوة الجماعية للخضر، حيث ستكون الكارثة الحقيقية أمام المنتخب الإنجليزي في مباراة الجمعة القادم، خاصة إذا ما علمنا أن الخصم سجل هو الآخر انطلاقة خاطئة بعد أن اعتبر تعادله بمثابة الخسارة أمام أمريكا، مما سيجعله يدخل المواجهة الثانية بتركيز عال جدا ومع على سعدان سوى ضبط الأمور لتفادي وقوع الفأس في الرأس. تصريحات سعدان حيّرت الجميع في الوقت الذي يؤكد فيه كل مدربي المنتخبات المشاركة عزمهم على "الكفاح" لبلوغ الدور الثاني، فإن مدرب "الخضر" شكّل استثناءً غريبا، حيث أكد بعد مباراة أول أمس أن الجزائر العائدة للمونديال بعد ربع قرن من الغياب، جاءت لتتعلم فقط.. وبعد الريتم العالي للمنتخبين الإنجليزي والأمريكي فقد دعا الجميع لعدم انتظار شيء. فهل هذه هي الحقيقة أم أنها حيلة من المدرب لرفع معنويات اللاعبين خاصة مع برمجته لعدة اجتماعات مع اللاعبين من أجل التحدث إليهم وتشجيعهم والتأكيد أن المنتخب قدم مباراة في المستوى لكن الحظ لم يكن معهم، حتى يدفعهم إلى التفكير جيدا في المباراة القادمة أمام الإنجليز وهي المباراة التي سيكون الجميع مطالبا فيها بتقديم الكثير من التضحيات، لأنها المباراة التي ستكون بمثابة مباراة رد الاعتبار لأن الخسارة تعني نهاية المونديال قبل الأوان.