أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء أم البواقي المتهم بارتكاب جريمة القتل العمدي ذبحًا مع سبق الإصرار والترصد، في حق الطفل الرضيع (أيوب.ب) البالغ من العمر 11 شهرًا. ويتعلق الأمر بالمدعو (ع.م)، البالغ من العمر 39 سنة، بعقوبة الإعدام، وهي نفس العقوبة التي التمستها النيابة. وقائع هذه القضية المثيرة حدثت في 25 ماي 2008 ، عندما اهتز حي (مدام توفيل) بمدينة عين مليلة على وقع جريمة قتل بشعة ومقززة وتشمئز لها النفوس السوية في حق رضيع لم يبلغ عامه الأول آنذاك، وقام بها أحد أقاربه، والسبب هو الميراث. الجاني خطط لسيناريو تنفيذ الجريمة بإحكام شديد، وذلك عندما قام بترصد حركات والد الرضيع الضحية، والذي كان يغادر مسكنه العائلي في الصباح الباكر يوميًا لمزاولة عمله ليقدم بعدها القاتل السفاح بالدخول إلى مسكن خالته، مدعيًا أنه جاء لزيارتهم، وتناول فطور الصباح رفقتهم، وقد رحبت به خالته أيما ترحيب وأكرمت وفادته بحسن نية، ليقوم بعد ذلك باستدراج الرضيع أيوب خارج المنزل. الجاني كان بحوزته سكين حاد سله في لمح البرق، وقام بنحر الرضيع كما تنحر الشاة ببرودة دم عجيبة وأعصاب باردة، وتركه غارقًا في دمائه التي امتزجت ببقايا الحليب الذي كان قد تناوله توًا، وهو مجرد جثة هامدة لا حول ولا قوة لها، ليلوذ بعدها نحو وجهة مجهولة ويتوارى عن الأنظار.. وليتم نقل جثة الرضيع إلى مستشفى سليمان عميرات. مصالح الأمن قامت بعملية بحث عن القاتل السفاح، وبعد مرور أسبوعه على ارتكابه لجريمته البشعة ظهر مرة أخرى، و تم ترصد حركاته وألقي القبض عليه بحي (لاسيتي باسكال) بعين مليلة. وقد اعترف المتهم بالجرم المنسوب إليه أثناء مجريات التحقيق معه، مؤكدًا أنه نفذ جريمته بدافع الإنتقام من خالته -أم الرضيع القتيل - التي حرمته من ميراث جدته، والذي هو عبارة عن قطعة أرضية متنازع عليها من طرف الورثة، وهي القطعة التي استغلها والد الطفل الرضيع، وكثيرًا ما هدده الجاني بالخروج من الأرض وإلا “الطيح الروح”، كما قال، وقد نفذ تهديده بذبح الرضيع أيوب. الجاني، أثناء التحقيق معه، ادعى الجنون وقام بأداء مسرحية محبوكة بإتقان كذبتها كل الخبرات الطبية التي أجريت عليه عدة مرات متتالية من طرف أطباء مختصين في الأمراض العقلية والنفسية، خلصت جميعها إلى نتيجة واحدة تقر بسلامته العقلية والنفسية.