لكاتب المصري الشهير أنيس منصور كتب مقالا قال فيه: إن البطيخ اليوم لم تعد له حلاوة بطيخ الماضي! وأحسست وأنا أقرأ مقال الأستاذ أنيس بأنه يئس من مصر كما يئس الكفاح من أصحاب القبور! وأن ما كتب رغم أنه يتحدث عن البطيخ وحلاوته إلا أنه يمكن أن يتابع جنائيا بسببه، على أنه يعرّض أمن الدولة إلى الخطر! لأن نقص حلاوة البطيخ في مصر هو سياسة معتمّدة من طرف وزارة الصحة المصرية ووزارة الفلاحة لمحاربة داء السكري عند المصريين.. والأستاذ أنيس يشوش على هذه السياسة تماما مثلما شوش الأبراشي على قانون الضرائب على العقارات واستحق بسببه المتابعة القضائية جنائيا! فلا تحاول يا أستاذ أنيس قلب نظام الحكم في بلدك بسياسة البطيخ! وعندنا قام الدكتور عميمور بكتابة مقال سنة 1985 تحت عنوان "الطلقاء" تحدث فيه عن ظاهرة استيلاء الطلقاء في صدر الإسلام على السلطة وأبعدوا صحابة الرسول (ص) ونشرت المقال في جريدة الشعب التي كنت أرأس تحريرها.. وحدث أن كاد الأمر ينقل إلى القضاء لأن السلطة رأت أن الدكتور يتحدث في مقاله عن الراهن الجزائري آنذاك وليس طلقاء صدر الإسلام.. أي يتحدث عن طلقاء الثورة الجزائرية وليس طلقاء الإسلام! وقلت لأحد المسؤولين آنذاك الذين هدّدوا بإحالة الأمر إلى العدالة: ما ذنب الدكتور عميمور إذا كان وضعنا في الجزائر يشبه الجاهلية؟! لهذا أخشى أن يبطش بالأستاذ أنيس لأنه مس بأمن البطيخ السياسي في مصر بهذا المقال؟! كتابات الأستاذ أنيس سياسية حتى ولو تحدثت عن البطيخ! وحتى أخطاءه الإعلامية جميلة، فأتذكر أنه كتب مرة بعد زيارته للجزائر قائلا: زرت تيزي وزو التي تقع في الصحراء! وكان يقصد مدينة غرداية! واختلط عليه الأمر لأن الدوالي الجزائرية تكون قد أثمرت في دمه! على حد قول الست أم كلثوم! يا أستاذ أنيس البطيخ لم يعد حلواني كل الوطن العربي وليس في مصر وحدها لأن الحياة كلها لم تعد حلوة.. فالبطيخ السياسي يسقى بالأموال الملوثة في الانتخابات! كما تسقى حقول البطيخ بمياه الصرف الصحي! والنساء في الوطن العربي أصبحن مثل البطيخ ضخامة وجمال بلا حلاوة! تماما مثل البطيخ السياسي! الأوراك أصحبت عندهن مثل أعمدة الكهرباء بالنسبة للمتبرجات! والحجاب (العصري) أصبح يغطي الحلال ويكشف الحرام عند المتحجبات؟! ورجال الأصالة في اللباس عند الخليجيين حوّلهم إلى أشباه طيور البطريق في القطب الجنوبي وهم يتدحرجون فوق الرمال.. ورؤوسهم وضعت تحت الصفر بعقال! حتى "القرعة" الكوسة يا أستاذ أنيس في الوطن العربي تحوّلت إلى هراوة شرطة مكافحة الشغب السياسي! و"الكابوية" تحوّلت إلى ما يشبه عمائم علماء الأزهر ومرجعيات شيوخ الشيعة في العراق! اكتب يا أستاذ أنيس عن تحضير الأرواح في آسيا كما كنت تفعل في الستينيات وبلاش الكتابة عن البطيخ لأنه يشبه الكرة التي فرّقت بيننا؟!