شهدت أسواق الولايات الحدودية الشرقية في الفترة الأخيرة، دخول كميات معتبرة من البطيخ التونسي كبير الحجم، الذي يتم عرضه بمبالغ تعتبر جد باهظة مقارنة مع السعر الحقيقي لهذه الفاكهة الصيفية في موطنها. وعلى الرغم من أن البطيخ التونسي الذي يظهر في هذا الوقت قبل حلول فصل الصيف وارتفاع درجة حرارة الجو التي تساهم في نضجه، يحمل العديد من الأخطار الصحية، على الرغم من كبر حجمه، وميول لونه الداخلي إلى الإحمرار. وفي الوقت الذي سجلت فيه ولاية الطارف الحدودية مع تونس بحر الأسبوع المنصرم حادثة تسمم خمسة أفراد من عائلة واحدة جراء تناولهم لفاكهة البطيخ التونسي، فإن مصادر طبية وأخرى مخبرية أكدت أن البطيخ القادم من تونس، نضج قبل أوانه بصفة غير طبيعية، وهو ما يجعل الشكوك تحوم حول استعمال الفلاحين لبعض المواد الكيميائية التي ساهمت في نضجه قبل الأوان. وكان المخبر الجهوي للوقاية بقسنطينة قد أثبت خلال موسم الصيف الماضي أن البطيخ التونسي يحتوي على مواد مسببة للتسمم، وتجعله عرضة للتلف السريع. من جهة أخرى فإن مختصا في الإرشاد الفلاحي على مستوى مديرية المصالح الفلاحية بمدينة صفاقسالتونسية أكد في اتصال له بالشروق اليومي أن البطيخ التونسي الذي يوجد في الأسواق خلال هذه الفترة لا يتميز بطعمه الطبيعي الحلو، بسبب مخالفة بعض الفلاحين للتوجيهات والإرشادات المقدمة إليهم، بخصوص مقادير الأسمدة، حيث يتعمد غالبيتهم إلى زيادة كميات الأسمدة الفلاحية خاصة منها الآزوت والبوتاسيوم والفوسفور بمقادير تتجاوز احتمال الهكتار الواحد، وهو ما يؤدي إلى نضج فاكهة البطيخ قبل أوانها وبكميات هائلة، دون تحقيق النوعية المطلوبة من حيث الطعم واللذٌة، وقد رفض نفس المتحدث التعليق عن إمكانية تأثير هذه المواد الكيمائية على صحة المستهلك بحجة عدم الإختصاص. وفي ظل إقبال العديد من المستوردين وحتى المهربين على الحدود الشرقية للإستثمار في البطيخ التونسي لانخفاض سعره محليا وارتفاعه في السوق الجزائرية، تبقى كل الجهات المعنية مطالبة بالتدخل لحماية صحة المستهلك من جهة، وكذا الحفاظ على الجودة والنوعية للبضائع المستوردة بما فيها الدلاع.