كشف الدكتور بنية عبد الحميد، خبير في السمع، عن تزايد عدد عمليات الزرع القوقعي في الجزائر، حيث وصل العدد الإجمالي للعمليات الجراحية في هذا المجال 400 عملية في العام، مضيفا بأن الجزائر تحكمت في هذا المجال منذ 2007 وقال الدكتور بنية إن عمليات زرع القوقعة صارت سهلة بالنسبة للأطباء الجزائريين الذين أصبحوا متمكنين فيها ونسبة النجاح فيها كبيرة جدا، وثمن الدكتور مجهودات الجزائر في مجال زرع القوقعة قائلا إن الجزائر متقدمة في هذا المجال إذا ما قارناها بالدول المجاورة، مضيفا أن الجانب الطبي المختص موجود وكفيل بالقضاء على الصمم. من جهة ثانية، قال المتحدث إن عدد العمليات المنجزة لا يغطي كل احتياجات المرضى، مرجعا النقص في هذا النوع من العمليات إلى التكاليف الباهظة التي تتطلبها، على رأسها غلاء القوقعة في حد ذاتها، حيث قال إنها تكلف من 15 إلى 20 ألف أورو التي تستورد 5 بالمائة منها من فرنسا. واسترسل المختص في هذه النقطة قائلا: “توجد أربع شركات مصنعة للقوقعة على المستوى العالمي، أولاها استراليا وتتحكم في 71 بالمائة من السوق، تليها سويسرا ب18 بالمائة، وبعدها النمسا ب 14بالمائة، وفي المرتبة الأخيرة فرنسا ب4 بالمائة” . وأوضح المتحدث أنها أجهزة ذات جودة عالية ومتطورة جدا، مشيرا إلى أنه رغم التكاليف التي تتطلبها، إلا أنها توفر ميزانية كبيرة على الدولة. وفسر الدكتور بنية ذلك بأن إجراء عملية الزرع تفيد الطفل في عيش حياته بشكل عادي والتحاقه بمقاعد الدراسة، في الوقت الذي يكلف فيه الطفل الأصم ميزانية أكبر ترهق كاهل الدولة بدءا من إنشاء مراكز الصم وتكوين المختصين، بالإضافة إلى أن الطفل الأصم يصنف في خانة المعاقين. وأشار المتحدث إلى أنه لا بد من المتابعة الأرطوفونية للطفل الحامل للزرع القوقعي، لأن العملية الجراحية ما هي إلا بداية للعلاج والمختص في الأرطوفونيا هو من يستطيع تقديم الرعاية للمرضى، والتي بإمكانها معالجة المريض وإخراجه من حالة الصمم وتعليمه قواعد اللغة والنطق والكلام.وفي هذا الصدد، قال الخبير بنية عبد الحميد، والذي يعمل أخصائيا في السمع، إن المتابعة الأرطوفونية في الجزائر تسير بشكل جيد وأن مستوى المختصين عال سواء من حيث التكوين أوالأداء. وقال إنه يسهر من جهته على نقل التجارب الأوربية في هذا المجال إلى الجزائر، وأنه يعمل على التنسيق بين التجارب الفرنسية والانجليزية والجزائرية، ويحرص على نقل التطور التكنولوجي الحاصل في مجال الزرع القوقعي، وبشكل خاص كل ما يتعلق بالمتابعة الأرطوفونية والتي تعد هي الأساس.