استفاد حوالي 200 مصاب بداء الصمم من عملية زراعة القوقعة الاصطناعية منذ بداية البرنامج الوطني للزرع القوقعي العام الماضي في انتظار استكمال البرنامج الذي حدد هدفه ببلوغ 400 قوقعة في سنوات2007 الى 2009 حسب الدكتور محمد تشيكو الاخصائي في طب الانف الاذن والحنجرة ونائب رئيس جمعية الاخصائيين على هامش انعقاد المؤتمر السادس للجمعية بالاوراسي أول أمس الخميس· يصل عدد المصابين بداء الصمم بالجزائر حوالي 60 الف شخص هم بحاجة الى عمليات الزرع القوقعي للتمكن من السمع، غير ان البرنامج الوطني لمكافحة الصمم بدأ بمنح الاولوية للاطفال· وقد بلغ الذين استفادوا من عملية الزرع القوقعي 230 طفلا من مجموع 400 مصاب يشملهم البرنامج، يتمدرسون حاليا في اقسام خاصة·تصل كلفة الصمامة الاصطناعية الواحدة الى 200 مليون سنتيم فيما خصص غلاف مالي قدره مليار دينار لتغطية كامل البرنامج· ومن المنتظر ان يتم توسيع هذا البرنامج ليشمل فئة الراشدين خلال السنة الجارية وهي الخطوة التي ستحظى بدعم الوصاية بحسب المختصين· وتنحصر اهم الاسباب المؤدية الى اعاقة السمع بالجزائر الى ارتفاع نسبة زواج الاقارب والاصابة بالتهاب السحايا وداء الحصبة (البوحمرون)، ناهيك عن حوادث المرور التي تؤدي الى تمزق طبلة الاذن الداخلية، وكذا عامل الضجيج و الضوضاء في المعامل و المدن بصفة عامة· ويطرح مشكل التكفل بالمرضى ما بعد اجراء عملية الزرع القوقعي وجها آخر للمشكل الصحي، حيث اوضح الدكتور تشيكو انه تجري حاليا بكامل مصالح طب الانف والاذن والحنجرة بمستشفيات الوطن دورات تكوينية لفائدة اخصائيي طب الارطوفونيا والطب النفسي للتكفل بالتدريب على النطق وتحسين السمع لفائدة حاملي القوقعات السمعية وفي نفس السياق ذاته تذكر البروفسور ياحي ايت مصباح رئيسة مصلحة طب الانف الاذن والحنجرة بمستشفى القبة بالعاصمة أنه لا بد من ايجاد وحدات الاستغلال الارطوفونيا على مستوى جميع مصالح المستشفيات للتكّفل بالمريض ما بعد عملية الزرع القوقعي، مشددة على ضرورة تنصيب وحدة تشخيص داء الصمم بالتنسيق مع رؤساء مصالح طب النساء والتوليد لفحص جميع المواليد الجدد بمن فيهم الخدج الذين يسجلون حالات صمم بالنظر الى ولادتهم المسبقة، قائلة انه كلما كان التشخيص مبكرا كان التكفل أكثر ايجابية· يشار الى أن مستشفى القبة قام العام الماضي بزراعة 45 قوقعة اصطناعية و20 عملية مماثلة منذ بداية السنة، فيما يبقى مستشفى مصطفى الجامعي يحتل الصدارة على الصعيد الوطني بتحقيقه ل26 عملية زرع قوقعي منذ جانفي 2008 بحسب ما اوضحه لنا البروفسور جناوي رئيس المصلحة بالمستشفى والرائد وطنيا في مثل هذه العمليات· وتصنف المنظمة العالمية للصحّة داء الصمم كمشكل صحي عالمي وطب الانف الاذن والحنجرة كاول واهم اختصاص للعشرية القادمة بالنظر الى ارتفاع معدلات الشيخوخة التي لها بالغ الاثر على عملية السمع· وقال الدكتور الاخصائي فرانسو ميشال فانلكو من مستشفى ليل الفرنسية الذي كرم على هامش أشغال المؤتمر الخميس المنصرم، أن هذا الاختصاص الطبي قد شهد تطورات هائلة على الصعيد العالمي أهمها زراعة القوقعة الالية في الاذن المتوسطة موضحا أن عمر القوقعة العادية قصير مقارنة بالاولى· وأشار الى أنه يقدم الدعم في مجال تبادل الخبرات للاخصائيين الجزائريون المؤطرين للمراكز العشرة المختصة في عمليات الزرع القوقعي بالجزائر· والجدير بالذكر ان المؤتمر السادس لاخصائيي الانف الاذن والحنجرة قد حضره وزير القطاع السيد عمار تو الذي ابدى استعداد مصالحه لتقديم الدعم الكامل للاقتراحات المقدمة فيما يخص التكفل بمرضى الصمم بالوطن· ويتخرج سنويا من كليات الطب عشر مختصين في طب الانف والاذن والحنجرة وتعدّ الجزائر 600 طبيب مختص في الوقت الراهن·