قال البروفيسور جناوي إن هذا العدد من العمليات ليس كبيرا مقارنة بعدد المصابين بالصمم قائلا: ''في الجزائر هناك 3 ملايين شخص أصم، وبالمقابل توجد عندنا 8 مراكز لإجراء عمليات الزرع القوقعي على كامل التراب الوطني، منها 3 مراكز في الجزائر العاصمة''• وأرجع البروفيسور أسباب الصمم إلى الوراثة بنسبة 1 في 1000 حالة، حيث تم تسجيل 900 طفل يولد أصما في العام، ومن جهة أخرى إلى أسباب مرضية، فهناك عدد من الأطفال يصابون بأمراض مختلفة مثل التهاب السحايا والحمى و بعض الالتهابات التي تتسبب في صمم الأطفال وهم في عمر 2 أو3 سنوات• وفي السياق ذاته قال المتحدث إنه إذا وجدت 900 حالة صمم في العام، فهناك 250 إلى 300 عملية زرع قوقعة• وأرجع البروفيسور جناوي النقص في هذا النوع من العمليات إلى التكاليف الباهضة التي تتطلبها، على رأسها غلاء القوقعة في حد ذاتها، حيث قال إنها تكلف من 15 إلى 20 ألف أورو والعملية خارج المستشفى تكلف 3 آلاف أورو ، أما الرعاية الارطوفونية والتي تدوم قرابة العام فتكلف 10 آلاف أورو• وأشار المتحدث إلى أنه لا بد من المتابعة الأرطوفونية للطفل الحامل للزرع القوقعي، لأن العملية الجراحية ما هي إلا بداية للعلاج والرعاية الأرطوفونية التي بإمكانها معالجة المريض وإخراجه من حالة الصمم إلى عالم الأصوات• وأشار البروفيسور إلى أن هناك من يرفضون عرض أطفالهم على المختصين في الأرطوفونيا لأسباب مختلفة وتنحصر نسبة هؤلاء من 10 إلى 15 بالمائة• من جهة أخرى، دعا البروفيسور جناوي جمال إلى الكشف والتشخيص المبكر لهذه الإعاقة لدى الطفل في حال الشك في أنه أصم، والأم هي القادرة على ذلك إذا لاحظت أن صغيرها لا يتجاوب معها أولا يبدي استجابة للأصوات الخارجية، أوأنه يستطيع النوم وسط الضجيج والضوضاء المرتفعين، أو تلاحظ عدم تقدمه اللغوي، وقد يكون ذلك وللأسف بعد مدة طويلة•• مشيرا الى أنه يمكن إجراء عملية الزرع القوقعي للطفل ابتداء من 12 شهرا• في الأخير طالب البروفيسور جناوي بتدعيم الدولة لشراء القوقعة والتكفل بالصم بأنواعه الثلاث، التام والمتوسط والخفيف• من جهته الخبير بنية عبد الحميد، والذي يعمل أخصائي في السمع، ركز على المتابعة الأرطوفونية قائلا أنه لابد منها لأن المختصين في الأرطوفونيا هم من باستطاعتهم إدخال الطفل إلى عالم الأصوات• وقال الخبير بنية إنه يسهر من جهته على نقل التجارب الأوربية في هذا المجال إلى الجزائر، وأنه يعمل على التنسيق بين التجارب الفرنسية والانجليزية و الجزائرية، ويحرص على نقل التطور التكنولوجي الحاصل في مجال الزرع القوقعي، وبشكل خاص كل ما يتعلق بالمتابعة الأرطوفونية والتي تعد هي الأساس• وثمنت الدكتورة بوسبتة أخصائية في الأرطوفونيا، مجهودات الجزائر في مجال زرع القوقعة قائلة إن الجزائر متقدمة في هذا المجال إذا ما قارناها بالدول المجاورة، مضيفة أن الجانب الطبي المختصص موجود وكفيل بالقضاء على الصمم• من جهة أخرى كشفت المتحدثة عن النقص الموجود في التكفل الأرطوفونيا بالأطفال حاملي الزرع القوقعي، مقارنة بعدد العمليات الجراحية، وعليه فمن مهمة الجامعة تكوين الطلبة المختصين في هدا المجال•