أصدرت محكمة الجنايات بمجلس ڤالمة في ساعة متأخرة، حكما بالسجن المؤبد في حق المسمى “ط.ع”، البالغ من العمر 48 سنة المتابع بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وحكمت على ثلاثة أشخاص آخرين ممن شاركوا في الجريمة بعقوبات تتراوح ما بين 10 و12 سنة سجنا نافذا، فيما برأت ساحة متهم خامس لعدم كفاية الأدلة المقدمة ضده. المتهم الرئيسي “ط.ع”، وحسب وقائع المحاكمة التي استمرت ساعات طويلة، حاول الأخذ بالثأر من شاب يقول إنه اعتدى على ابنته، التي خرجت للاستحمام رفقة عائلتها بمدينة تاورة بسوق أهراس في شهر أكتوبر 2006، لكن محاولة الأخذ بالثأر والتأديب تحوّلت إلى مأساة حقيقية أودت بحياة شاب لا يتعدى الثلاثين من العمر، حيث جنّد المتهم 10 أشخاص وسلحهم بالعصي والقضبان الحديدية والخناجر، ثم توجّهوا ليلا إلى مدينة تاورة، وترصدوا الضحية هناك حتى خرج من المقهى لينهالوا عليه بالطعن والضرب العنيف، وتركوه جثة هامدة وغادروا مسرح الجريمة قبل أن يتم توقيفهم من طرف مصالح الأمن، التي تحركت بسرعة بعد إخطارها بالجريمة التي وقعت خلال صلاة التراويح. وقد حاول المتهمون الخمسة التنصل من الوقائع المنسوبة إليهم، وذهب كل واحد إلى إلصاق التهمة بالآخر، لكن الشهود أثبتوا تورط 4 متهمين في جريمة القتل، التي أثارت رد فعل قوي من طرف النيابة العامة، التي طالبت بتسليط عقوبة الإعدام في حق والد الفتاة والمؤبد في حق المتهم الرئيسي الثاني “ط.ف” ابن عم الفتاة التي صرحت بأن الضحية حاول الاعتداء عليها قرب الحمام، لكنه لم يتمكّن من ذلك بعد أن قوامته بشدة.