بن سعيد: نحضر لرفع دعوى قضائية ضد باريس لدى المحكمة الأوروبية يواصل الإليزيه الكيل بمكيالين تجاه علاقته مع الجزائر وممارسة خطابين متناقضين. ففي الوقت الذي تبرأت باريس من إعلان المغني فرحات مهني عن حكومة مزعومة فوق أراضيه، عقد أمس المغني ما اسماه اجتماعا حكوميا بفرنسا، دعا باريس الى عدم تسليم الأرشيف الجزائري إلى السلطات العمومية، لاسيما الخاص بمنطقة القبائل، وهو الطلب الذي وصفته المنظمة الوطنية لمناهضة الفكر الاستعماري ب “لا حدث”، والمغني ب “الدمية” التي تحركها المخابرات الفرنسية والصهيونية لضرب مصالح الجزائر واستقرارها. تستمر الحكومة الفرنسية في ازدواجية التعامل تجاه الجزائر، شعبا ودولة، ففي الوقت الذي تبرأت مما يعرف بالحكومة المزعومة التي يقودها العميل فرحات مهني، سمحت له بعقد ما يعرف بالمجلس الحكومي الثاني، الذي دعا وفق ما نقلته مصادر إعلامية فرنسية، أمس، من باريس إلى عدم تسليم الأرشيف الثوري الخاص بمنطقة القبائل للجزائر، وهو أحد الملفات الكبيرة العالقة بين الجزائروفرنسا، إلى جانب العديد من الملفات التاريخية. فقد أكد الباحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة التحرير، محمد القورصو، أن مسألة الأرشيف المحتجز لدى فرنسا، قضية شائكة، وإحدى الأوراق التي تلعب عليها باريس كلما تعلق الأمر بالجزائر، مشيرا إلى أن المغني المدعو فرحات مهني، يحاول هو الآخر اللعب بالورقة ذاتها، عندما طلب من باريس عدم تسليم الأرشيف للسلطات الجزائرية. وأوضح الرئيس السابق لجمعية 8 ماي 1945، أمس، محمد القورصو، في تصريح ل”الفجر”، ردا على مطلب المدعو فرحات مهني، مؤخرا من باريس، عدم تسليم الأرشيف للسلطات الجزائرية، أن الأمر مجرد خرافات ومهاترات، وليس لهذا الشخص أي دخل في أمر الجزائريين، وأنه أداة في يد باريس، تحركه متى استدعت الضرورة، مضيفا أن مسألة الأرشيف تخص الجزائر وحدها. ووصفت اللجنة الوطنية لمناهضة الفكر الاستعماري، على لسان ناطقها الرسمي، لخضر بن سعيد، في تصريح ل “الفجر”، المغني فرحات مهني بالدمية التي تحركها المخابرات الفرنسية والصهيونية لضرب مصالح الجزائر، وفي التوقيت الذي تراه مناسبا، واعتبر طلب عدم تسليم الأرشيف “لا حدث، باعتبار أن هذا المغني لا يمثل الجزائر ولا منطقة القبائل الشامخة بتأكيد زعمائها التاريخين”، مضيفا أن الأرشيف هو ملف من الملفات الخاصة بالأسرة الثورية والدبلوماسية الوطنية، وتساءل “لماذا يحشر هذا الشخص نفسه في ملفات لا تعنيه؟”. وكشف مسؤول الهيئة الوطنية لمناهضة الفكر الاستعماري، عن عزم العديد من المنظمات الثورية وجمعيات المجتمع المدني تحضير ملف للسلطات العليا، يدعو إلى ضرورة محاكمة فرحات مهني وسحب الجنسية الجزائرية منه، وأضاف أنه يتم الاستعداد أيضا لرفع دعوى قضائية ضد باريس لدى المحكمة الفرنسية بتهمة المساس بالوحدة الوطنية، من خلال تسهيل تحرك المغني تحت مظلة حماية الأقليات التي لا توجد لها أثرا في الجزائر.