لاتزال ردود الفعل المستنكرة للحكومة المزعومة، التي أعلن عنها المغني فرحات مهني متواصلة، حيث تحضر هيئة مناهضة الفكر الاستعماري لملفين خاصين لمقاضاة فرحات مهني، الأول سترفعه لدى المحكمة الفرنسية، والآخر ضد باريس يوضع لدى المحكمة الأوروبية. قال الناطق باسم الهيئة الجزائرية لمناهضة الفكر الاستعماري، لخضر بن سعيد، في اتصال مع “الفجر”، إن مجموعة من القانونيين يحضرون لملفين من أجل مقاضاة المغني فرحات مهني والحكومة الفرنسية جراء محاولته تشويه صورة الجزائر، خلال عقده للندوات بفرنسا والكونغرس الأمريكي، ووصولا إلى إعلان حكومة مبهمة من باريس. وأضاف لخضر بن سعيد أن موضوع الدعوى الأولى يستهدف مباشرة المغني فرحات مهني، ويقدم على مستوى المحكمة الفرنسية، لكونه أعلن عن خطوته البائسة من باريس، أما موضوع الدعوى الثانية، فستودع ضد الحكومة الفرنسية ولدى المحكمة الأوروبية، لأن فرنسا سمحت لمواطن جزائري بإقامة حكومته على أراضيها، ما يعتبر انتهاكا لسيادة الدولة الجزائرية وانتقاصا من قيمتها، حسب ذات المصدر. وأعطى الناطق باسم هيئة مناهضة الفكر الاستعماري، لخضر بن سعيد، الخلفية التاريخية للموضوع من خلال إشارته إلى المحاولات الفرنسية لتشتيت القطر الجزائري سنوات الأربعينيات، وأرادت تقسيم البلاد باستعمال منطقة القبائل، مضيفا أن فرنسا لم تجد آنذاك من يدعم الفكرة بفضل اللحمة التي كانت موجودة بين الجزائريين. وأكد المتحدث أن الدعاوى القضائية سترفع بمجرد اكتمال الملفين، وأن هيئة مناهضة الفكر الاستعماري التي تضم بين صفوفها العديد من المجاهدين وأبناء الشهداء، تدرك جيدا الحقد الموجود لدى الحكومة الفرنسية، وقال “فرحات مهني مجرد عميل لمصالح أجنبية ولا يمثل سكان المنطقة”. واغتنم المتحدث الفرصة لتمرير تنبيهه إلى جميع سكان منطقة القبائل من مثل هذه المناورات وضرورة تجندهم ضد المغني فرحات مهني، لأنه يطبق أجندة خارجية ويضر بالمصلحة الوطنية. يذكر أن هيئة مناهضة الفكر الاستعماري وجهت رسالة إلى وزير العدل حافظ الأختام، تدعوه فيها إلى مقاضاة فرحات مهني بحكم الصلاحيات المخولة للوزير، لأنه داس على الدستور وتجاوز المواد التي تنص على الوحدة الترابية للجزائر ومعاقبة كل من يسعى إلى تفكيكها أو المساس بها.