قال، أمس، بيان وزارة الخارجية الفرنسية، نشر على الموقع الرسمي ل ”الكيدورسي” على شبكة الإنترنت، إن باريس ملتزمة وحريصة على السيادة الجزائرية على كامل أراضيها وحدودها المعترف بها دوليا، في إشارة واضحة وصريحة إلى عدم اعتراف باريس بما وصفها المغني فرحات مهني، الحكم الذاتي لمنطقة القبائل، رغم أن الأطياف الشعبية والجمعوية والسياسية بالمنطقة وخارجها استنكرت مثل هذه التحركات، وجددت تأكيدها باعتبار المنطقة جزءا من الجزائر ولا يمكن الفصل بينهما. وردت باريس بشكل مباشر على المخاوف التي أثيرت بشأن عودة علاقاتها مع الجزائر إلى نقطة الصفر، بعد التصرف المشبوه لفرحات مهني انطلاقا من الأراضي الفرنسية، خاصة وأن إعلانه عما وصفه الوزير الأول، أحمد أويحيي، ب ”الضجيج الذي لا طائل منه”، تزامن مع زيارة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى مدينة نيس الفرنسية للمشاركة في قمة إفريقيا- فرنسا، وهي المشاركة التي راهنت عليها باريس من أجل إعادة الدفء لعلاقات البلدين. وأوضح بيان الخارجية الفرنسية بأن الثقافة الأمازيغية معترف بها كخصوصية ثقافية جزائرية من قبل السلطات الجزائرية، إضافة إلى كون اللغة الأمازيغية معترف بها في الدستور الجزائري، لغة وطنية رسمية، ولها قانونها الخاص، وذلك منذ عام 2002، ما يفسر أن باريس ترى أن ”حكاية” المغني فرحات مهني، حين قدم أسباب قيامه بتصرفه، لا ترتكز على أية أسس، بل بالعكس قدم أسبابا كاذبة ولا أساس لها من الصحة، ما جعل باريس تكذب جملة وتفصيلا ما جاء في إعلان المغني من أوهام وافتراءات، ويحمل في طياته عدم اعتراف. وأضاف البيان أن باريس حريصة كل الحرص على نوعية علاقاتها مع الجزائر، التي تتوافق مع تصريحات ساركوزي خلال قمة نيس الأخيرة، المعبرة عن الرغبة الصريحة في تعزيز وتطوير العلاقات، كما حيا البيان التوقيع على اتفاقين للتعاون بين الجزائر والاتحاد الأوربي. وكانت عدة أطراف سياسية قد وجهت أصابع الاتهام الى جهات أجنبية، وعلى رأسها باريس، واشنطن والكيان الصهيوني، بالضلوع في طبخة جديدة للتشويش على الجزائر وعودتها إلى الساحة الإقليمية والدولية بقوة، بعد تضميد جراحها ولملمة وجدانها الوطني.