عادت موجة الاحتجاجات المصاحبة لأعمال الشغب والاعتداءات باستعمال السلاح الأبيض للظهور مجددا بعنابة. حيث أسفرت مشادات عنيفة اندلعت ليلة أول أمس بين سكان حي بوقنطاس ومرحلين من المدينة القديمة عن تسجيل 16 جريحا، أربعة منهم في حالة خطيرة بمستشفى ابن رشد الجامعي. وتعود أسباب هذه المواجهات حسب شهود عيان إلى حالة عداء أثارتها عملية استفادة سكان المدينة القديمة من 280 سكن اجتماعي بحي بوقنطاس، ما أثار حفيظة السكان المقيمين بهذا الحي الذين رفضوا تواجد سكان البلاص دارم بينهم، وفي إطار الاحتجاجات وأعمال الشغب كان سكان حي خرازة ببلدية وادي العنب بدورهم على موعد مع شن واسع لعمليات غلق الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي عنابة وسكيكدة، باستعمال الحجارة والمتاريس وإضرام النار في العجلات والحاويات المطاطية تنديدا بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بشكل تسبب في إتلاف عدد من الأجهزة الكهرومنزلية، إلى جانب تسجيل خسائر هامة تخص المواد الغذائية سريعة التلف لدى التجار، ولولا تواجد عناصر الدرك الوطني لتطورت الأمور نحو الأسوأ، حيث سرعان ما باشر المحتجون تحرير شكوى ضد مديرية سونلغاز يطالبون فيها تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم، إلى جانب المطالبة بحضور الوالي للوقوف على حجم الخسائر التي تكبدها السكان والتجار على حد سواء. تجدر الإشارة إلى أن قوات الدرك مدعومة بقوات مكافحة الشغب تمكنت من تطويق الاحتجاجات عقب عملية توقيف ثمانية متجمهرين، سرعان ما أطلق سراحهم بعد تفرق المحتجين الذين وعدوا من قبل السلطات البلدية والولائية بمعالجة الأمر مع مديرية سونلغاز لعنابة، فيما لازالت عناصر مكافحة الشغب متواجدة عند مدخل حي بوقنطاس تحسبا لأي احتدام قد يحدث بين سكان الحي الذي ضم أكثر من 400 عائلة كانت تقيم بمنازل آيلة للسقوط بالمدينة القديمة وسط بلدية عنابة.