"الفتنة" تعود إلى بريان تجددت المواجهات خلال اليومين الأخيرين بمنطقة بريان بولاية غرداية بعد هدوء نسبي ميز المنطقة منذ اندلاع الأحداث الأخيرة، وخلفت المواجهات بين مجموعتين من الشباب خسائر مادية معتبرة بعد إقدام البعض منهم على حرق العديد من المساكن والمحلات التجارية وتم إحصاء ما لا يقل عن 20 جريحا أحدهم يوجد في حالة خطيرة بعد الاعتداء عليه بواسطة ساطور، كما لفظ الشاب ص. سفيان البالغ من العمر 30 عاما أنفاسه بعد إصابته برصاصة شرطي. * السكان يطالبون بتدخل الجيش لتأمين المنطقة * وزاة الداخلية: ملثمون قاموا بالاعتداء على مستعملي الطرقات والسكان * أفادت مصالح وزارة الداخلية، أن "أحداثا عنيفة اندلعت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة بين مجموعات من شباب بريان من بينهم أشخاص كانوا ملثمين قاموا بتخريب العديد من المساكن والمحلات والسيارات". * وأضافت نفس المصالح في بيان تلقت "الشروق" نسخة منه، "أن أشخاصا من بينهم ملثمين أيضا قاموا بالاعتداء على مستعملي الطريق الوطني رقم 1 منهم مدير الأشغال العمومية بولاية غرداية الذي كان في مهمة، حيث تعرض لاعتداء بسلاح أبيض وتم تخريب سيارته". * وأوضح نفس البيان أن أحد موظفي الشرطة المقيم بحي "المداغ" قام باستخدام سلاحه الناري وإطلاق رصاصات تحذيرية أسفرت عن إصابة شاب برصاصة قاتلة، وقد تم توقيف الشرطي في انتظار نتائج التحقيق للكشف عن ظروف الحادثة المأساوية. * وأفادت شهادات محلية متطابقة من جهة أخرى، أن الأحداث اندلعت شرارتها مساء الخميس الماضي، تسبب فيها شباب كانوا يتراشقون بالحجارة وقاموا بحرق حافلتين تابعتين للنقل الحضري الخاص من نوع "ج 9" و"سوناكوم"، وذلك بالمدخلين الشمالي والجنوبي لمدينة بريان بولاية غرداية، لتتطور الأحداث وتمتد المواجهات، وتفيد نفس المصادر أن مجموعة من الشباب حاولوا اقتحام أحد المنازل بحي المجاهدين ليتدخل شرطي يقيم بالقرب من المكان لردع الشباب حسب أقواله في التحقيق، مستعملا سلاحه، حيث أصابت إحدى الرصاصات التي أطلقها الشاب صايفية مروان على مستوى الكتف الأيمن ليلفظ أنفاسه على إثرها. * واستمرت المواجهات بين مجموعات من الشباب إلى غاية نهار أمس، واستعملت فيها الأسلحة البيضاء والعصي، وقد أسفرت هذه المواجهات عن تسجيل العشرات من الجرحى بلغت في حصيلة أولية 20 جريحا أحدهم يوجد في حالة خطيرة بعد الاعتداء عليه بواسطة ساطور وقد تم تحويل المصابين إلى المستشفى إضافة إلى حرق 8 محلات وتخريب 15منزلا مهجورا منذ الأحداث الأخيرة. وقال شهود عيان تابعوا اندلاع الأحداث أن التراشق بدأ بين مجموعتين من شباب المدينة بحي مداغ ببريان، ثم انتقلت إلى أحياء مجاورة منها الأحياء الجنوبية.. الشوف، الشعبة، المنظر الجميل، إضافة إلى أحياء بابا السعد، المداغ، كاف حمودة، قار فطين، قبل تدخل قوات الأمن بعد أن أخذت الأحداث منعرجا آخر. والجدير بالذكر أنه لم يتم رفع المخطط الأمني الاستثنائي الذي تم اعتماده على خلفية الأحداث الأخيرة. * ويتخوف العديد من الأهالي والعقلاء بولاية غرداية من تصاعد واستمرار المناوشات بهذه المدينة، خاصة وأن أسباب تجدد المواجهات هذه المرة تبقى مجهولة، ويتساءلون عن هوية الأطراف التي تسعى لإثارة الفتنة بالمنطقة في ظل تورط "ملثمين" بعد مساع لإخمادها كانت قد قادتها جمعية العلماء المسلمين والزاوية القادرية، ويطالب السكان بتدخل أفراد الجيش لتأمين المنطقة وضمان عودة الأمن وتوقيف المواجهات و"إخماد الفتنة" مع فتح تحقيق لتحديد هوية الأطراف التي تريد توظيف منطقة بريان لأغراض سياسية وتعفين الوضع بها.. والجدير بالذكر أنه تم فتح محافظة شرطة بالمنطقة بناء على مطلب السكان مباشرة بعد الأحداث الأخيرة.