خلفت الأحداث الدامية التي عاشتها مدينة شطايبي، صبيحة أمس، العديد من الجرحى والخسائر المادية بعد المشادات والمواجهات العنيفة التي وقعت بين المواطنين استعملت فيها المتاريس والعجلات المطاطية، مما أدى إلى غلق منافذ المدينة، وترحيل كل المصطافين تحسبا لأي طارئ، وتفاديا لأي تصعيد الاحتجاج. عنابة: آسيا مقيدش تعود وقائع هذه المواجهات العنيفة والأحداث الدامية حسب ما وقفت عليه "صوت الأحرار" أمس وما سمعناه على لسان شهود عيان وعدة مصادر مطلعة بالمدينة، إلى مقتل الشاب "الياس بوعزيز" البالغ من العمر 23سنة، والذي راح ضحية اعتداء بعد محاولة سرقة سيارته من نوع "كليو"من قبل أشخاص يقطنون ببلدية التريعات، فدخل الضحية في اشتباكات عنيفة معهم، انتهت بطعنه بسيف على مستوى الكتف الأيسر حيث لفظ آخر أنفاسه بمجرد وصوله إلى مستشفى ابن رشد بعنابة متأثرا بجروحه البليغة. هذه الواقعة ألقت بظلالها على عائلة وأقرباء وكذلك أصدقاء الضحية الذين قرروا الانتقام والأخذ بالثأر في أجواء محفوفة بالغضب والغليان، وقد اجتمع هؤلاء رفقة سكان المنطقة الذين انضموا من أجل الثأر لابن منطقتهم، محاولين البحث عن الجناة في وسط الغابات فتعرض أحد المواطنين لطعنة أخرى على مستوى البطن وهو المسمى "صالح عباسي" البالغ من العمر 43 سنة والذي حول بدوره على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بعنابة أين خضع لعملية جراحية فور وصوله. هذه الوضعية استدعيت تدخل رجال الأمن والدرك الوطني، وكذا أعوان الحرس البلدي للحد من أي انفلات للوضع قد لا يحمد عقباه، حيث تم تطويق المكان، أين تم القبض على أحد الجناة، وقد هاجموا المواطنون السيارة التي كانت تقل المتهم محاولين تحطيمها قبل أن يتوجهوا به إلى مقر الدرك مطالبين برأسه، فيما لاذ الآخر بالفرار باتجاه الجبل، الأمر الذي جعل رجال عناصر التدخل السريع للمجموعة الولائية للدرك الوطني والأمن يحاصرون المنطقة للوصول إلى الجاني الثاني والثالث، وبعد عملية تمشيط واسعة تم القبض على المتهم الثاني فيما لا يزال المتهم الثالث بقتل الشاب "الياس بوعزيز" في حالة فرار. هذه المشادات التي وصفت بالخطيرة خاصة عندما أصر المتظاهرين على موقفهم إزاء هذا العمل الإجرامي في منطقة عرفت بهدوئها التام، أسفرت عن سقوط العديد من الجرحى أصيبوا على مستويات مختلفة من أجسامهم، بينما التهمت ألسنة النيران سيارة الإسعاف الخاصة برجال الحماية المدنية التي حولتها إلى رماد. كما أن سبب وفاة الضحية "الياس" كانت القطرة التي أفاضت الكأس وأشعلت الفتيل، وحركت غضب عشرات المواطنين بشطايبي، خاصة وأن المنطقة عرفت قبل أشهر مشادات عنيفة بين المواطنين ورجال الدرك أسفرت يومها عن إصابة دركي بجروح جد خطيرة، نتيجة المناشير التحريضية التي وزعت أيامها، إلا أن السلطات المعنية تحكمت في الوضع حيث تم اعتقال العديد من الأشخاص حررت في حقهم محاضر رسمية، بينما توبع البعض منهم بتهمة الإخلال بالنظام العام.