أسفرت مواجهات عنيفة اندلعت ليلة أمس الأول بين سكان حي بوقنطاس بعنابة ومرحلين من المدينة القديمة، عن تسجيل 16 جريحا، 4 منهم في حالة خطيرة يرقدون إلى غاية تحرير هذه الأسطر بالمستشفى الجامعي ابن رشد. وذكر مصدر طبي ل ''البلاد''، أن ضحيتين خضعتا لعمليتين جراحيتين بعد تلقيهما طعنات بالسلاح الأبيض على مستوى مناطق متفرقة من الجسم. وحسب شهود عيان، فإن خلفية تلك الصدامات تعود إلى حساسيات بين المقيمين بحي بوقنطاس والوافدين الجدد إلى حصة 280 مسكن اجتماعي التي وزعتها السلطات المحلية في إطار برنامج القضاء على السكنات المهددة بالانهيار بالمدينة القديمة. وأثارت عملية ترحيل تلك العائلات منذ أسابيع احتجاجات قاطني السكنات الفوضوية ببوقنطاس. وقد ظلت وحدات مكافحة الشغب التابعة للأمن الوطني بعنابة مرابضة عند مدخل الحي تحسبا لانزلاق الأوضاع من جديد. من جهة أخرى، أقدم في نفس الليلة سكان حي خرازة ببلدية واد العنب على غلق الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي عنابة وسكيكدة، باستعمال الحجارة والمتاريس وإضرام النار في العجلات المطاطية، احتجاجا على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بشكل تسبب في إتلاف عدد من الأجهزة الكهرومنزلية وخسائر للتجار. هذا وقد واجهت قوات الدرك الوطني التي تدخلت فور تفجر أحداث الشغب، صعوبات كبيرة في تهدئة غضب المتظاهرين الذين طالبوا بحضور الوالي ومدير مؤسسة سونلغاز لحل الإشكال بشكل نهائي. فيما باشر آخرون إجراءات رفع دعوى قضائية ضد مسؤولي شركة الكهرباء والغاز لمطالبتها بالتعويضات المادية عن الخسائر التي طالتهم. وبعد مفاوضات ماراطونية بين المحتجين وممثلي السلطات المحلية تم فتح حركة المرور أمام مستعملي الطريق الوطني. وفي خضم تلك الأحداث، أوقفت مصالح الدرك 8 شبان سرعان ما أطلق سراحهم بعد التحقيق معهم.