انتقدت جمعية 8 ماي 1945، التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، التي تحدث فيها عن عدم وجود أزمة بين الجزائروفرنسا، ووصفتها بالعمى السياسي، لا سيما وأنه صدر عن حزب سياسي بحجم جبهة التحرير الوطني الحصانة التي يتمتع بها ساسة باريس يستمدونها من ضعف سياسيينا واعتبرت الجمعية في بيان لها، تلقت ”الفجر” نسخة منه، أمس، أن مضمون التصريح، والذي تناقلته وسائل الأعلام، يفتح الباب للتشكيك في مجموعة كاملة من المطالب المشروعة والحقيقية التي لا حياد عنها، من أجل إعادة دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، بداية باعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية طيلة 132 سنة من الزمن. وذهب الأمين العام للمنظمة، لخضر بوخريصة، إلى حد اعتبار تصريح عبد العزيز بلخادم ”مجاملة”، في وقت لا تزال فرنسا الاستعمارية تعتبر الجزائر ملحقة لها، من ”دونكيرك” إلى تمنراست، إسقاطا لنظرية ديغول الذي لا يزال يمارس الحكم، حتى وإن تغير الأشخاص بحكم الموت. وأضاف بيان الجمعية أن ”الحصانة التي يتمتع بها ساسة باريس، يستمدونها من ضعف ساستنا، وأن فرنسا التي تحتضن فرحات مهني وتشجعه على تعتيم صورة الجزائر، هي التي تسجن دبلوماسيا بلا حياء، مدعية استقلال القضاء”. واستشهد بوخريصة بعدم اعتراف الدولة الفرنسية بحقوق ضحايا التجارب النووية الفرنسية برڤان، الذين لا تزال فرنسا تتنكر لهم، وتعتبرهم خارجين عن نطاق تغطيتها، غير آبهة بالآثار الكارثية التي أورثتها للأجيال القادمة، بحكم أن المفعول النووي لا يزول وسيبقى على مدى آلاف السنين. وواصل بوخريصة بأن فرنسا مستمرة في استفزازاتها من خلال تمجيد الحركى والتحضير لمسيرة يوم 14 جويلية، من أجل تشريف السفاح مرسيل بيجار، تكريما له على آلاف الأرواح التي أزهقها بالجزائر، والتنكيل الذي ألحقه بالمجاهدين والشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد البطل العربي بن مهيدي. وذكر بيان الجمعية بأن تصريح عبد العزيز بلخادم مزق قلب المجاهدين، من أمثال لويزة إغيل أحريز، وهو الجرح الذي لم يندمل بعد، لا سيما وأنه قد أفلت قبل أيام فقط، السفاح بيجار من العقاب، وهو أمر يؤكد رئيس الجمعية أنه لا يجب أن يتكرر مع بقية المجرمين، وذلك من خلال التمسك بمطلب ضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها والتكفير عنها، عن طريق توحيد الصف في الجزائر، وتجنب مجاملة فرنسا ومغازلتها مهما كانت الظروف.