يعكف وزير الشؤون الدينية والأوقاف رفقة مجموعة عمل على تحضير مدونة سلوك الممارسة الدينية بالبلاد، إلى جانب مراجعة برامج ومناهج تكوين الأئمة، من خلال إدماج مقاييس في الوطنية والتاريخ الوطني، وجاءت هذه القرارات على خلفية حادثة رفض عدد من الأئمة الوقوف احتراما للنشيد الوطني، وإلى صد جميع محاولات التيارات المنحرفة والمتطرفة التي تتربص بالمجتمع وزارة الشؤون الدينية تراجع مناهج وبرامج تكوين الأئمة بما يعزز الروح الوطنية في مقدمتها التيار السلفي الذي يستند إلى فتاوى خارجية، حسب ما أدلى به عدة فلاحي، المستشار الإعلامي للوزارة الوصية، ل”الفجر”. وحسب نفس المصدر، فإن فريق عمل مشكل من علماء، فقهاء ورجال قانون، إضافة إلى أئمة أكفاء، تحت إشراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يعكف على إعداد مدونة سلوك الممارسة الدينية بالبلاد، موجهة لفئة واسعة من موظفي الوزارة، وفي مقدمتهم الأئمة والخطباء، بالإضافة إلى بعض المناصب الحساسة، كأعضاء ورؤساء المجالس العلمية، التي تعد بمثابة مجالس إفتاء عبر الولايات، وتكون وزارة الشؤون الدينية قد قررت أيضا مراجعة برامج ومناهج تكوين الأئمة، بإدماج مقاييس في الوطنية وتاريخ الجزائر، لاسيما ما تعلق بالتاريخ الثوري المجيد. ويأتي المشروع الذي من المنتظر أن يضع حدا لتحرشات التيارات المتشددة والمتطرفة، والعبث والإساءة لرموز السيادة الوطنية باسم “البدعة الدينية”، على خلفية امتناع 7 أئمة عن الوقوف للنشيد الوطني في حضرة الوزير غلام الله مؤخرا، وهو السلوك الذي يتنافى وأخلاق الإسلام، الذي يحث على الوطنية وحب الوطن، التي جسدها وحافظ عليها أعلام الجزائر، وفي مقدمتهم الشيخين عبد الحميد بن باديس، وأحمد حماني. كما يتزامن الإعداد لهذه المدونة مع حملة وطنية واسعة، أطلقتها مصالح غلام الله لمراقبة المساجد والمؤسسات الدينية، واستمرار حملة مكافحة التيار التكفيري المتطرف، الذي استباح ذات يوم دماء الجزائريين، استنادا إلى فتاوى مستوردة. وعن مصير الأئمة الذين رفضوا الوقوف للنشيد الوطني، أفاد عدة فلاحي بأن مصالح الوزارة أوقفتهم تحفظيا بصفة مؤقتة، ومنعتهم من إلقاء الخطب أو اعتلاء المنابر، في انتظار صدور قرار نهائي، ينظر الناحية القانونية والفكرية والأخلاقية.