مازالت قضية رفض بعض الأئمة الوقوف للنشيد الوطني في موقف رسمي بدار الإمام بالمحمدية يثير الاهتمام، وبينما يرتقب القرارات التي ستصدر في حق الأئمة، انطلق نقاش فقهي حول شرعية الوقوف للنشيد الوطني، الذي يمثل نضالات الشعب ووجدانه وشهداءه الذين ضحوا بأنفسهم باسم الله أكبر. وتتجه الأنظار هذه الأيام إلى ما ستسفر عنه أعمال المجلس التأديبي، رغم أن العقوبات تعتبر تحصيلا، بعد تأكيدات وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الذي تحدث أيضا عن احتمال فصل الأئمة النهائي من السلك، معتبرا ما حدث ضربا لقيم وتاريخ الشعب الجزائري. من جهتهم تحرك بعض الأئمة والخطباء من المحسوبين على التيار السلفي، وأبدوا أول أمس، عدم رضاهم، وامتعاضهم مما وصفوه بظلم تعرضوا له، بعد الإجراءات العقابية التي باشرتها وزارة الشؤون الدينية في حق الأئمة الذين رفضوا القيام للنشيد الوطني، حيث خصص بعضهم الخطبة الثانية من صلاة الجمعة الأخيرة، للحديث عن الموضوع. وقال الإمام الشيخ لزهر سنيقر، الذي يعتبر من المرجعيات السلفية، خلال خطبة الجمعة بمسجد القدس، بالصنوبر البحري بالعاصمة، “الظلم ظلمات يوم القيامة، ولا يجوز التشنيع على المسلمين، فضلا عن فضلاء الأمة”، وذلك في إشارة واضحة منه إلى ما حدث لبعض الأئمة السلفيين، وموقفهم الرافض للوقوف لتحية النشيد الوطني معتبرين ذلك بدعة. وتحدث الإمام خلال الخطبة الأولى لصلاة الجمعة، عن معنى شعار الجزائر التي كان يريدها الشهداء، حيث أشار إلى أن الشهيد مات في سبيل الله، وضحى بنفسه في سبيل الله وفقط، دون أية إيديولوجية أخرى.