رغم أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، لكنه أصبح عبارة عن كلمة تتلفظ بها الشفاه لا تكلف صاحبها شيئا. وقد تعددت أسباب تفشي هذه الظاهرة التي شردت أسرا ونسفت أركان مجتمع بأكمله. ولعل من أهم أسبابها، البطالة وأزمة السكن، والخيانة الزوجية.. لمياء ، آسيا ووردة، نساء من أعمار مختلفة كتب عليهن القدر مواجهة الحياة وحمل لقب مطلقة وهن في ربيع عمرهن، عشن في دوامة نفسية أليمة لا تمحوها السنين. قد تنساب الدموع من عيونهن ويبكين في وجدانهن لوعة و مرارة الحظ الذي لم ينصفهن والمجتمع الذي لم يرحمهن.. هن من بين المئات اللواتي لم يحالفهن الحظ في بناء أسرة سعيدة. أراد الزواج بأخرى فطلبت الطلاق وردة، فتاة تبلغ من العمر27 سنة، عاملة بقطاع التعليم وأم لبنت، تروي تجربتها مع الزواج وأسباب انفصالها عن زوجها فتقول: ”لقد كنت أعيش حياة زوجية سعيدة مع زوجي وزادت هذه السعادة حين أطلت علينا مروى، لم أكن أعلم أنه سوف يأتي يوم تنقلب فيه سعادتي إلى شقاء، وذلك حين انتقل زوجي للعمل بإحدى الولايات القريبة، لتبدأ المتاعب.. حيث أصبح يتشاجر معي لأتفه الأسباب، بل جتى مروى التي كان يحبو معها أصبح لا يطيقها.. لم يعد الزوج الحنون الذي عرفته من قبل، هذا التغيير المفاجئ الذي طرأ عليه لاحظه حتى أهله، ومع هذا صبرت لسنتين من أجل ابنتي.. لينزل خبر أنه يريد الزواج من زميلة له في العمل كالصاعقة على قلبي، الشيء الذي دفعني إلى رفع الراية البيضاء وطلب الطلاق، لأن كبريائي لا يسمح لي أن أعيش تحت سقف بيت كل أركانه خيانة.. وقررت أن أعيش لنفسي وابنتي فقط!. أختي سبب مأساتي لمياء، امرأة تقارب الأربعين من العمر، عاملة بإحدى المؤسسات العمومية، لم تكن تعلم أنه سيأتي يوم تكون أختها. نظرا لحساسية الموضوع، طلبت منا عدم ذكر اسمها بالكامل ولا المؤسسة التي تعمل بها. تقول لمياء إن مأساتها بدأت حين أنجبت وانتهت عطلة الأمومة ”لم أجد أين أضع البنت، فجلبت أختي لرعايتها وتحضير الغذاء لزوجي لكوني غائبة عن البيت طول النهار بحكم عملي، لم أكن أعرف أن هناك علاقة مشبوهة بدأت ترتسم ملامحها بين أختي وزوجي”.. تضيف لمياء والدموع تنهمر من مقلتيها لتذكرها بذلك اليوم المشؤوم في حياتها فتقول:”حين رجعت في إحدى الأمسيات من العمل ولم أجد أحدا في البيت بحثت عنهم عند أهلي وأهل زوجي فلم أعثر لهم على أثر، حتى البنت الصغير أخذوها معهما.. فعشت كل مدة غيابها عني في جحيم لا يطاق، وبعد أشهر من الإنتظار جاءتني أخبار مفادها أنهما في تونس، فتوجهت إلى هناك لأسترجع ابنتي، وعندها طلبت الطلاق.. ولن أثق بعد اليوم في أحد بعد أن خانتني أختي فما بالك بالغير.. لتضيف:” والغريب في الأمر أن زوجي، عفوا زوج أختي، كان من الملتزمين”. بدل أن يأتيني الأورو جاءتني ورقة الطلاق آسيا، هي الأخرى، حلمت أن تبني أسرة سعيدة تملأها المحبة والهناء.. حملت اسم مطلقة منذ أن بلغت العشرين من العمر، حيث ذهب الزوج الذي اختارته من بين آلاف الرجال إلى أوروبا وتركها وحيدة تصارع الحياة. هي تتذكر جيدا كلامه المعسول وأحلامه التي كان يحدثها عنها، فبينما هما على وشك إقامة حفل الزفاف جاءته الفيزا التي كان يحلم بها طوال حياته، فاتفقا أن يذهب إلى الخارج ويقتصد ليجمع نصيبا وفيرا من النقود والعودة بعدها من أجل إقامة العرس وإنجاز مشروع صغير، إلا أن المفاجأة كانت كبيرة.. ”فبدلا أن يأتي زوجي والأورو جاءتني ورقة الطلاق، أليست هذه قصة أغرب من الخيال؟”.. تقول آسيا