وأنت تتجول عبر شوارع مدينة بسكرة في فصل الصيف، يلفت انتباهك التواجد الكبير لمبردات المياه، أوبعبارة أخرى ”غلاسيار”، أمام المنازل والمتاجر، حيث تزداد حاجة الإنسان إلى الماء البارد.. وبالتالي نجدها موضوعة خصيصا للمارة وعابري السبيل، فيما كانت في الماضي ”الڤربة” هي إحدى العادات و التقاليد التي تزخر بها منطقة الزيبان الڤربة، وإن لم تختف نهائيا، فتواجدها صار نادرا في أرجاء مدينة بسكرة، التي يعرف سكانها بالحفاظ على الموروث التقليدي، خاصة لدى الشيوخ الذين يحبذون عودة كل ما هو قديم. في حديثنا مع بعضهم، يقول عمي السعيد إن الڤربة ماؤها ذو مذاق خاص و تحفظه باردا لمدة طويلة، وكانت منتشرة بشكل واسع عبر كل شوارع مدية بسكرة وأحيائها العتيقة، ولم يكن آنذاك من لا يتقن صناعتها، كما كانت تقدما كهدية لزوار مدينة بسكرة كعربون محبة، ويمكن استعمالها في المسافات الطويلة خاصة في المناطق الحارة. أما عن طريقة وضعها، فيقول محدثنا إنه لابد من توفر ثلاثة أعمدة خشبية تثبت في أعلى أطرفها بحبل متين وتثبت أقدامها على الأرض، وتكون هي في الوسط، على أن يغلق فمها بإمساك جيد، و تزود بماء القطران الذي يضمن لها طعما خاصا. في إحدى الشوارع الرئيسية بالمدينة، لفت انتباهنا وجود الڤربة، حيث أضفت جمالا على المكان الذي بدأت آثارها تمحى تدريجيا، وهو ما لقي استحسان السكان وحتى الزوار، خاصة المغتربين الذين نادرا ما يرون مثل هذه الأشياء العتيقة.