لا تزال الكارثة البيئية التي يتسبب فيها وجود مفرغة عمومية على بعد أقل من كيلومترين عن المدخل الجنوبي لبلدية حاسي ماماش مستمرة، حيث يعاني سكان دوار العرايبية وحي 50 مسكن من انتشار الروائح الكريهة، زيادة على خطر النفايات الكيميائية كالأدوية وسط الأراضي الفلاحية الخصبة وبالقرب من آبار المياه، كما تتفاقم معاناتهم عند حرق النفايات كل مساء، مع تصاعد سحب من الدخان الكثيف مما نجم عنه العديد من الأمراض التنفسية كالحساسية والربو. هذه المفرغة أصبحت قبلة للعديد من الأطفال والشباب الذين يبحثون عمّا يمكن بيعه داخل أكوام النفايات، متحمّلين عناء البحث وسط الروائح الكريهة والحشرات الضارة، مما جعل منها مأساة حقيقية لا يمكن حلّها إلا بالإغلاق النهائي للمفرغة. تقع المفرغة العمومية التي يسميها السكان توتة داخل دوار العرايبية على بعد أقل من كيلومترين عن مدخل مدينة حاسي ماماش، حيث يمكن رؤيتها بسهولة في أطراف المدينة، وقد تم إنشاؤها منذ سنوات دون مراعاة لعامل ارتفاع الكثافة السكانية بالمنطقة ووجود آبار المياه وأراضي زراعية خصبة، حيث تحمل الرياح الغربية الغبار الكثيف الذي يحدثه حرق النفايات مباشرة إلى مدينة حاسي ماماش بداية من حي 50 مسكن إلى وسط المدينة، بينما تنقله الرياح الشرقية إلى دوار العرايبية المجاور.وقد ساهم تدهور الظروف الاجتماعية للسكان في بروز ظاهرة البحث في النفايات يمتهنها بصفة دورية بعض الأطفال والشباب الذين يبحثون في أكوام النفايات حتى بعد حرقها للحصول على بعض الأغراض الصالحة للبيع لإعالة عائلاتهم، رغم المخاطر الصحية العديدة التي تتربص بهم، إذ لا يمكن احتمال الروائح الكريهة وكثافة الدخان الناتج عن حرق مواد بعضها كيميائي يحتاج إلى معالجة خاصة كالأدوية أو زيوت التشحيم. وأكد السكان بمرارة أن معاناتهم لم تعد خافية على السلطات المحلية التي لا تزال تستعمل المفرغة إلى اليوم، بينما أكدت مديرية البيئة أن استكمال إنجاز وحدة ردم النفايات في بلدية عين النويصي كفيلة بحل المشكل. لكن معاناة السكان تستدعي إغلاق المفرغة كحل استعجالي، حسب العديد منهم، مضيفين أن الخطر يتفاقم يوما بعد يوم خصوصا مع ارتفاع عدد السكان وتوسع مدينة حاسي ماماش في الجهة الجنوبية مما يرهن صحة وحياة أطفالهم.