عبر من جهتهم سكان مزرعة سي زيانة عن استيائهم الشديد جراء سياسة الإهمال واللامبالاة لمسؤولي البلدية وكذا مؤسسة سونلغاز، وعدم التكفل بانشغالات المواطنين الذين يعانون الأمرين بعد إقصاء المناطق الفلاحية بالبلدية من تزويدها بشبكة الغاز والكهرباء، وذلك رغم المراسلات العديدة للكثير من الجهات المختصة من سونلغاز والبلدية وكذا المجلس الشعبي الولائي إلا أنه لا حياة لمن تنادي، في غياب مؤشرات التنمية للنهوض بعالم الريف بالبلدية التي غزتها البنايات الفوضوية والقصديرية والتي زادت رقعتها اتساعا خلال العشرية السوداء التي عرفت إقبال العديد من العائلات من مختلف الجهات، والتي قامت بالسطو على العديد من الهكتارات من الأراضي الفلاحية لتحويلها إلى ورشات بناء كحي الأمل الذي يعد نموذجا لكل مظاهر البؤس والتخلف والحرمان وكذا كل صور الانحراف والإجرام بعد تفشي ظاهرة السطو على الممتلكات والاعتداء على الأشخاص والمتاجرة في الأقراص المهلوسة والمخدرات، في ظل البطالة الخانقة التي يعاني منها شباب الحي والتي لم تؤهلهم للحصول على منصب عمل حتى في إطار الشبكة الاجتماعية، رغم أن البلدية لا يفصلها عن المنطقة الصناعية لحي "شطيبو النجمة" وكذا منطقة السانية إلا بعض الكيلومترات، ما جعل الشباب والسكان يتهمون السلطات المحلية بالتهاون خاصة في غياب النقل والتعفن البيئي وتدفق قنوات الصرف الصحي بها، حيث أنه بمجرد أن تطأ أقدام الزائر هذه البلدية حتى يستنشق عند مدخلها روائح كريهة نتيجة اهتراء شبكة المياه القذرة وكذا وجود المفرغة العمومية لبلدية وهران والتي يطرح يوميا فيها أكثر من 1200طن من النفايات، أدت إلى انتشار روائح كريهة وحدوث العديد من الأمراض والاختناقات لدى سكان بلدية الكرمة الذين يعانون الأمرين خاصة بعد توسع ساحة المزبلة العمومية فيها• المتجول لأول وهلة للبلدية يلامس الكثير من النقائص في غياب ظروف العيش الكريم فيها، هذا إلى جانب غياب المياه الصالحة للشرب، والتي يتم اقتناؤها من صهاريج الماء الحلو• وما يميز البلدية أيضا الانتشار الواسع لعمليات القرصنة الكهربائية بحي الأمل حيث يتم تدعيم الحي الذي يتجاوز عدد بناياته 800 بناية من الأعمدة الكهربائية المحاذية للمنطقة الصناعية• وما زاد الطين بلة الاكتظاظ الواسع داخل الأقسام في المؤسسات التربوية، حيث يتوفر حي الأمل على متوسطة واحدة تجاوز عدد الطلبة فيها 46 تلميذا في القسم الواحد مع غياب كل مرافق الثقافية والاجتماعية التي تعكس واقع التنمية الغائبة بالمنطقة التي تعيد الزائر إلى سنين خلت خاصة في ظل اهتراء الطرقات التي يميزها الانتشار الواسع للأتربة والحفر بمختلف الأحجام والأشكال على عمق كبير وكأنها آثار أودية تدفقت بحي الأمل منذ سنين وجفت، أوساخ وبؤس وغبن صور تصنع ديكور أحياء بلدية الكرمة•