تعهد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بالنضال إلى جانب تركيا في مساعيها للانضمام للاتحاد الأوروبي، منتقدا معارضة بعض الأعضاء في الاتحاد منح أنقرة عضوية كاملة. وأكد كاميرون، في خطاب وزعته السفارة البريطانية في أنقرة الليلة الماضية بعدما ألقاه في مأدبة عشاء أقامها على شرفه نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بمناسبة زيارته لتركيا، أنه سيكافح شخصيا من أجل ضم تركيا للتكتل الأوروبي. وقال كاميرون، الذي بدأ أمس زيارة رسمية تستمر يومين، إن تركيا أصبحت “عاطفيا قضيته داخل الاتحاد الأوروبي”، معتبرا هذا البلد العلماني ذي الغالبية المسلمة جزءا من أوروبا، ويتعين أن “يكون داخل الاتحاد لا خارجه”. ووجه رئيس الوزراء البريطاني انتقادات لاذعة لبعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمعارضتها منح تركيا العضوية الكاملة، رغم قيامها بإصلاحات جذرية تتسق مع المعايير الأوروبية في مجالات عديدة، وقال إن “هذه المعارضة تستند إلى مبررات واهية، إحداها أن تركيا ذات طابع إسلامي”. وأضاف أن تركيا بلد علماني وديمقراطي شأنها في ذلك شأن كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن أوروبا منظمة ذات قيم علمانية وليس دينية، لذا يجب الترحيب بانضمام شعوب كل الأديان. وحث تركيا على مواصلة إصلاح أنظمتها وتشريعاتها من دون توقف لتتواءم والمعايير الأوروبية المطلوبة لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي. وكان رئيسا وزراء البلدين قد عقدا أمس جلسة محادثات مغلقة في مقر رئاسة الوزراء بأنقرة، أعقبها توقيع صيغة محدثة لوثيقة شراكة استراتيجية مدتها عامان سبق أن وقعها البلدان في أثناء زيارة رسمية لأردوغان إلى بريطانيا في عام 2007، وتهدف إلى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات عدة.