أكد المتحدث باسم الجيش اللبناني، أمس الأربعاء، أن الجيش مستعد للرد على “أي تعد” إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وذلك بعد الاشتباكات الدامية بين الجانبين على الحدود بين البلدين والتي أسفرت عن استشهاد جنديين وصحافي لبنانيين، مضيفا أن “أي تعد ستكون عواقبه وخيمة” نشر الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، تعزيزات ضخمة في القطاع الحدودي مع لبنان، الذي حصلت فيه المواجهات، وقام الجنود باقتلاع الشجرة التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات. وذكرت مصادر إعلامية أن جنديين وصحفيا لبنانيين استشهدوا في اشتباكات جرت بين القوات الإسرائيلية والجيش اللبناني في منطقة العديسة، جنوب لبنان. وقرر المجلس اللبناني الأعلى للدفاع، الذي عقد بصورة طارئة مساء أول أمس الثلاثاء، مباشرة بعد الاعتداء، تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول العدوان الإسرائيلي على بلدة العديسة ومراكز الجيش اللبناني فيها، والذي نتج عنه مقتل عسكريين اثنين ومراسل صحفي. وقال أمين عام المجلس، اللواء سعيد عيد، الذي تلا مقررات الاجتماع أن المجلس حمل العدو الإسرائيلي المسؤوليات الناتجة عن اعتداءاته وما تسببت به من خسائر في الأرواح والممتلكات. وقرر المجلس “توزيع المهام على الوزارات المعنية، وأعطى الأوامر للتصدي للعدوان بكل الوسائل ومهما بلغت التضحيات”. وأشار اللواء عيد الى أن المجلس الأعلى للدفاع استمع الى قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، حول أسباب ونتائج العدوان في الجنوب وأن “المجلس أبقى على مقرراته سرية بحسب نص القانون”. والى جانب مقتل الجنديين اللبنانيين والمراسل الصحفي أصيب علي شعيب مراسل قناة “المنار” بإصابات طفيفة، في حين قتل ضابط إسرائيلي، حسب الجيش الإسرائيلي. من جهته، وصف وزير الدولة اللبناني لشؤون مجلس النواب، ميشال فرعون، أمس الأربعاء، الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان والتي كان آخرها الاشتباكات التي وقعت أمس بأنها محاولة للتهرب من التزامات إسرائيل تجاه عملية السلام والمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، مطالبا بالتدخل لوقف العدوان الإسرائيلى على لبنان وخرق تل أبيب المستمر لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. الأمين العام لحزب الله يهدد بقطع أي يد إسرائيلية تمتد إلى الجيش اللبناني وقبل ذلك، هدد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أول أمس الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الرابعة لحرب إسرائيل على لبنان، بقطع أي يد تمتد الى الجيش اللبناني في أي مكان تعتدي فيه إسرائيل على الجيش. وقال نصر الله عبر شاشة عملاقة في مهرجان حاشد أقيم مساء اليوم في ضاحية بيروتالجنوبية، إنه في أي مكان سيعتدى على الجيش من قبل إسرائيل فإن المقاومة ستقطع أي يد تمتد إلى الجيش اللبناني” . وقال إن المقاومة لن تقف متفرجة على أي اعتداء إسرائيلي “وهذا قرار شريف يتخذه كل شريف في البلد وينتقده أي متخاذل “، وقال “الجيش يحمي المقاومة والمقاومة تحمي الجيش والشعب يحمي الجيش والمقاومة”. وتحدث نصر الله عن الاشتباك الذي حصل بين الجيش اللبناني والإسرائيلي وقال إن الجيش “واجه بشجاعة وثبات الجيش الاسرائيلي”. وبينما أشار إلى أن المقاومة استنفرت منذ اللحظة الأولى “ كانت المقاومة في أعلى جهوزيتها لكن طالبنا منهم عدم فعل أي شيء”، أوضح أن المقاومة وضعت نفسها تحت تصرف الجيش الذي كان يتولى المواجهة واتصل حزب الله بقائد الجيش وبرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، متهما إسرائيل ب“الوقاحة” من خلال تحميل الجيش اللبناني المسؤولية عما حصل اليوم في الجنوب. مجلس الأمن يعرب عن قلقه العميق بعد حادث الاعتداء على الجيش اللبناني وفي ذات السياق، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن “قلقهم العميق” إزاء حادث إطلاق النار الدامي على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، رئيس المجلس عن شهر أوت عقب اجتماع خاص للمجلس بشأن الحادث “إن أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم العميق بشأن حادث اليوم على امتداد (الخط الازرق) ما أسفر عن وقوع ضحايا على الجانبين، كما أعربوا عن تعازيهم بشأن الخسائر في الارواح”. وأضاف تشوركين أنهم دعوا “جميع الأطراف الى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس والالتزام الشديد بالتزاماتهم بموجب القرار 1701 والتقيد بوقف الأعمال العدائية ومنع أي تصعيد آخر على (الخط الازرق) الذي يجب أن يحترم بأكمله”، داعيا الأطراف الى تعزيز التنسيق مع قوات الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في إطار الآلية الثلاثية الراهنة. وأضاف أن أعضاء مجلس الأمن يتطلعون الى استكمال تحقيقات اليونيفيل بهدف درء أي حوادث في المستقبل”. من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه الشديد بعد الاشتباك بين الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية، وقال بيان صدر عن المتحدثة باسم بان أن “الأمين العام يشعر بالقلق الشديد إزاء تبادل لإطلاق النار بين القوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية عبر الخط الأزرق في جنوب لبنان”. وأعرب عن أسفه إزاء وقوع خسائر فى الأرواح، مشيرا إلى أن هذا الحادث هو أسوأ الحوادث بين الطرفين المعنيين منذ اعتماد مجلس الأمن الدولى القرار رقم 1701 عام 2006، وفقا للبيان.